كثرت
العطاءات ولكن النذائر كانت في تفوق مطرد، وذات ليلة مقمرة توجهت كاترين
نحو السماء وفكرت في الكواكب: أين نحن منها؟ أين أنا من هذا الكون العظيم؟
هل أنا قطرة من بحر، أم هل أنا قطرة من محيط؟
كلا، إن الكوكب الذي أعيش فيه ويعيش معي آلاف الملايين من البشر
والذي عاش فيه أمم من قبلنا وستتبعنا أمم وأمم، هو بمثابة قطرة من محيط
الكون، إن لم يكن وراء هذا الكون أكوان أخرى لا يدركها البشر في طوره
الآدمي، بيد أن هذا الكون المادي العظيم الذي يبلغ طوله
10.0 e+9
(عشرة
آلاف مليون) سنة ضوئية أي ما يعادل
9.4048 e+22
كيلومترا إذا اعتبرنا السنة الضوئية حوالي 4048/9 مليون مليون كيلومترا،
حسبما يدعيه العلم الحديث. إنه مجموعة من المواد التي تتفاعل مع بعضها
البعض على مر الزمن وهي آخذة في التوسع باستمرار. لكنها محدودة بحدود
معروفة لدى بارئها.
وفي المحيط الذي نعيش فيه عوالم أخرى لا تحتاج إلى مكان محدد
ولا تحد بحدود العالم المادي الذي ننتمي إليه، مثل الجن والشيطان والأرواح
ثم الملائكة. لها عوالمها الخاصة ولبعضها التكاثر والتغذية والتشابه مع
المادة كالجن والشيطان التي تتعذب وتتسلى أيضا.
هذا الكون المادي في تحرك مستمر باتجاهات متنوعة دورانية
ومركزية، مفردة وفي جماعات مثل النظام الشمسي والجماعات تجتمع مع بعضها في
تحرك جماعي أكبر مثل المجرات.
من الذي يحرك هذه الكتل الضخمة ومن الذي ينظمها فلا تصطدم
عشوائيا؟ ومن الذي كان معها بل كان قبلها؟ فلولا أنه كان قبلها لما عرف
أسرارها ليحيط بها ويمسك عنانها وأزمتها.
توجهت كاترين لحظة إلى ميناء الساعة التي تشير إلى الثانية
صباحا. ولكنها لم ترض لنفسها أن تترك روحانية التأمل في الكون قبل أن تصل
إلى نتيجة تعيد إليها الاطمئنان وتذهب عنها الخوف والخشية من هيبة ما يحيط
بها من عجائب لا يسعها الذهن والعقل.
لم تفرط كاترين بخيط التفكير بل عادت فجأة إلى ما انتهت إليه قبل
لحظات لتسير في طريق الآفاق. لننظر إلى أمة البشر بأهوائها وقدراتها و
إمكاناتها وتصوراتها المتباينة، هذا الإنسان العنيد الذي يضحي بنفسه في
سبيل التعصب لعقائده التي طالما تكون خاطئة وبليدة، الذي يموت دون السماح
للآخرين أن يلقوا إليه القول فيأخذ به أو يرده، لا بل إنه يفضل الموت أو
قتل القائل لئلا يدخل في سمعه ما لم يكن قد سمعه وألفه من قبل. من الذي
يقي هؤلاء الناس بأس بعضهم البعض فلا يفنى العالم ولا تنتهي البشرية بل
تتجاوز الأعاصير لتبقى وتتزايد باطراد؟
وأطرقت كاترين مليا في الشعور الداعي إلى جمع المال بلا حدود.
هذا الشعور الذي طغى على البخلاء ليمعنوا في الادخار بلا حساب ودون تفكير
في جدوى هذه الأموال التي تفيد البنوك أكثر من أصحابها. بالأمس مات أبو
جندول البخيل الذي يملك أكثر من ثلاثة ملايين دينار كويتي في حسابه بالبنك
المدني إضافة إلى البنايات والأراضي التي يملكها. كان سبب موته أنه يشعر
بمغص شديد فتأخذه ابنته في سيارتها الفولكس واجن الصغيرة الشبيهة بالخنفساء
إلى المستشفى الأميري، فقيل له أنه في حالة خطيرة تستدعي عناية فورية غير
متاحة فعلا في المستشفى. هذا القسم مشغول الآن وعليه الانتقال فورا إلى
مستشفى العم بوش غير الحكومي دون تريث. ولما يعود إلى السيارة يقول لابنته:
هؤلاء المجرمون يقصدون التفريط بأموالي، ولعلهم ينتظرون عمولة أو
لهم أسهم في مستشفى العم بوش. اذهبي بنا إلى مستشفى الصباح، ومهما تحاول إ
بنته أن تقنعه للذهاب إلى المستشفى غير الحكومي تواجه بالرفض والرد. هنالك
تضطر وحيدته أن تأخذه إلى مستشفى الصباح. يواجهون نفس الجواب في مستشفى
الصباح ولكنه يصر على البقاء في مستشفى الصباح ريثما يتسنى له العلاج
المجاني هناك، بحجة أنه لا يملك المال اللازم للمستشفيات غير الحكومية.
وبعد لحظات يغمى على البخيل أبو جندول ويموت بعد نصف ساعة، ليذهب إلى جهنم
وبئس المصير.
فكرت كاترين في هذا الإنسان الذي زهد عن نفسه وقاية لثرواته من
النقص، ثم حاولت أن تقارن بينه وبين ذلك الهندوس الذي يفرط في حياته لحماية
معبد أصنامه التي لا تنطق ولا تحرك ساكنا، أو الصربي الذي يتعرض للموت في
سبيل الاستيلاء على مواطن المسلمين في سراييفو، أو الزعماء السياسيين
الذين يصارعون الحتف ويخوضون ميادين الموت في سبيل إبقاء السلطة ولطالما
دخلوا القبور مكان القصور.
كلهم يسيرون في خط الجهل والضلال ويمارون على أهوائهم ويقاتلون
على تعصبهم الأحمق. ذلك لأنهم ليسوا مطمئنين وليس لهم قلوب واعية بل هي
كالبلوط لا تفتح إلا على نار الشواء.
ثم قالت في نفسها ولكن من الذي حفظ ويحفظ الدنيا ومن عليها وسط
هذه المعامع والفتن؟ الحقيقة أن لهذا الكون العظيم مدبر مهيب له عظمة لا
تتناهى وله كبرياء لا تدخل العقل البشري الذي يترشح من المادة، بل له
العظمة والكبرياء بلا منازع.
إنني واثقة أن لمدير الكون تشريعا يلزم كل ذي عقل وأنه يجزي
ويجازي ويثيب ويعاقب، لا تأخذه سنة ولا نوم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي
الصدور.
كثر الذين يضحكون على كاترين وعلى عقليتها التي تهديها إلى فتح
حساب خاص للهدايا والنذائر والتي لا تسمح أن تتمتع بهذه الأموال بل توصلها
إلى من ابتلي بالحاجة والعوز. ولكن كاترين طيبة طاهرة، نقية الباطن، تضرب
في وجه الوسواس الخناس بيد الرد كما تقدم النصح من القلب للآدميين الذين
يعبدون المال ويتبعون الهوى ويطيعون الشيطان.
كانت تقول في نفسها: لولا أن لمدير الكون كامل السلطة والسيطرة
على الناس وأعمالهم لما سرحهم في هذه الدنيا يهيمون على وجوههم كالمجانين،
يستعملون عقلهم وذكاءهم في المكر والخداع بدلا من التفكير في خلق السماوات
والأرض.
نامت كاترين على قلة لكنها كعادتها كانت من السابقات إلى مكتبها
في قسم الاعتمادات بالبنك المدني الكويتي. اشتغلت كما هي عليه كل يوم في
تدقيق الاعتمادات المستندية بكل جدية ودقة وسرعة وانتهت من أعمالها بعد
ثلاث ساعات عمل متواصلة. دخلت غرفة رئيسها السيد علوي لتراه يتصفح المجلات
الاقتصادية، فاستقبلها رئيسها بكل حرارة فهي عاملة فعالة مخلصة.
كاترين:
يا سيد علوي: تعلم أن الأموال التي تنزل إلي دون طلب في تكاثر مستمر وأنا
غير قادرة على ردها أو إيقافها. ثم إن الطريقة التي اخترتها في الصرف ليست
سليمة ولا معقولة فقد فتحت بابا لتشجيع الاستجداء دون أن يصل المال إلى
أهله. أفلا تعينني على أن أنفقها في طريق أكثر فائدة وأعم نفعا وأجلب لرضا
ربي.
استبشر علوي بهذه الاستشارة الطيبة وتهيأ لمناقشتها على طرق
الصرف الصحيحة للأموال العامة.
علوي: لقد مضيت على هذه الحال ربع سنة تقريبا فكم أتاك من المال وكم صرفتِ
منها؟
كاترين: استلمت حوالي أربعمائة ألف دينارا كويتيا وصرفت منها حوالي مائة
ألف دينارا.
علوي: إذا نضب هذا المصدر فما هو مصير العوائل التي اتكلت على هذا الدخل
المجاني ورسمت مستقبلها على استمرار هذا المال الذي يتدفق عليها بلا حساب؟
كاترين: سؤال خطير لم يخطر ببالي أبدا يا سيد علوي. هذا يعني أنني أضررتهم
ولم أنفعهم. رب اهدني صراطك المستقيم فإنني لوحدي لا أهتدي إلى عمل الخير
بالرغم من أنني أقصده.
علوي: هوني عليك فأنت لم تفعلي إلا الخير، لأن الأعمال بالنيات. ولكن
هؤلاء ينقصهم العلم النافع ويعوزهم عزة النفس التي تغيب عن الجاهلين.
الفقراء الحقيقيون هم الذين يسعون بكل جهد دون أن يكون من نصيبهم الكفاف أو
الذين فقدوا القدرة على الإنتاج، وهم لا يأتونك إلى البنك بل عليك أن تبحثي
عنهم في أماكنهم وتبذلي الجهد للعثور عليهم. لو أنك كنت أعلنت دارا منظما
للإقراض لكان خيرا لك، فأكثر الذين يحتاجون لا يستعصي عليهم طلب القرض من
الأماكن العامة.
ثم إن هذا المال لو تصرف على تعليم الناس وتفقيههم وتثقيفهم لكان خيرا لهم
وأكثر نفعا. لننظر إلى أنفسنا، كم تفيدنا الكلمة الطيبة التي تنعكس على كل
مظاهر حياتنا وتروي كل مشارب الخلال الحميدة لدينا. الكلمة الطيبة تبقى
معنا وتتربى في ذهننا وتتفاعل مع منطقنا ولكن لا شيء أسرع زوالا من المال.
ولا ننس أن للمال أهميته القصوى في حياة الإنسان فبه قوامنا وبه بقاؤنا
ولكنه لا يقاس مع العلم.
فالعلم
يفتح لك الطريق إلى المال ويعينك على تزكية مراكز دخلك ويقي نفسك وبدنك
ومالك ويعطر قولك وما يخرج من بين شفتيك. والعلم هو معرفة كنه الحياة
وحقيقتها ومعرفة مغزى الحقائق وجذورها. ولا يخفى عليك يا كاترين أن العلم
الحقيقي لا ينبثق من غير خالق الكونِ والحياةِ، الرحمن الذي يحيط بكل ما
خلقه، وهو يصلنا عن طرق الأنبياء. الأنبياء هم الذين يفتحون الجادة إلى
المعرفة وهم الذين وضعوا البشرية على مقاعد الدراسة وفي فصول التعلم.
فنوح هو الذي علم الناس صناعة السفن والسير في الماء باعتباره
أسلم وأسهل الطرق للحمل والنقل والسفر. و داود هو الذي علم الناس صناعة
اللبوس للوقاية من بأس بعضهم البعض وسليمان هو الذي استخرج الحديد من صخور
الجبال وهو الذي لمح للبشرية بإمكانية شق الهواء بدلا من الماء واستعمال
الأجواء للتنقل والحمل السريع. وموسى هو الذي كشف للبشرية سحر الساحرين
وخداعهم لعيون الناس والمسيح هو الذي رسم حدود الطب وما بيد البشر من
التصرف في الأجسام الحيوانية وهو الذي كشف للناس خبايا العواطف وانفعالات
النفس أمام الأخلاق. عليهم جميعا سلام الله.
أما محمد بن عبد الله فهو الذي كشف إعجاز
التربية وما يتأتى للمربي والمدير من تغيير لعادات الناس المتخذة شكل
التطبع لديهم فغير نفوسهم حتى تنازلوا عن أخذ الثأر وأوقفوا وأد بناتهم بل
عرفوا أن العلاقات الجنسية طبيعية بين المرأة والرجل حتى كانت الفتاة
المراهقة تأتي أمام المتعصبين من العرب وتطلب من رسول الله أن يزوجها
ويتقبل الرسول ذلك فيعرضها على الشباب غير المتزوجين من المؤمنين الجالسين
في مجلسه ويتم الاختيار وموافقة الفتاة ويعين المهر ويجري صيغة الزواج في
نفس المجلس ويخرج العروسان من مجلس النبي حبيبين متزوجين خلال ساعات من
التعرف على بعضهما البعض.
وفتح أمامهم أبواب الجهاد والصلح وعرفهم حقوق بعضهم على البعض
وعلمهم السباحة والفروسية والزخرفة في الرسم وأودع علي بن أبي طالب كثيرا
من العلوم حتى ظهر للعالمين علم الكيمياء عن طريق حفيده جعفر الصادق الذي
علمه بدوره تلميذه جابر بن حيان وهكذا كتب كتاب كشف الحيل. كشف الحيل
يعتبر أساس علم الكيمياء في العصر الحديث، عليهم جميعا صلوات الله.
وبعد أن أدى الأنبياء وتلاميذهم دورهم التربوي والتعليمي قبل
حوالي
أربعة
عشر
قرنا، تكونت لدى الإنسانية موسوعات ضخمة من الحقائق العلمية التي ساعدت
الشعوب للنهوض بالعلم والفن وانطلق رجال العلم المسلمون يحيون الأمصار و
يضيئونها بنور العلم والثقافة. ولقد أضافت الأجيال العلمية المتعاقبة نتائج
تجاربها المهمة على ضوء الحقائق الملهمة حتى غصت المكتبة البشرية بالعلوم
والخبرات وتشكلت التكنولوجيا الحديثة.
وإني أرى يا كاترين أن تصرفي ما بيدك من مال الله في المراكز
العلمية أو تؤسسي ما تشابهها لتنفع الناس نفعا واقعيا ترضين بها رب العباد.
لا شك أنك غير قادرة على قطع المساعدات المالية فورا بل برمجي للقطع خلال
ثلاثة أشهر وأعلميهم برامجك لئلا يصيبهم أذى كبير.
ذلك لأن ما بيدك من مال هو نتاج جهل عوائل الأثرياء الذين يبخلون عن دفع
حقوق الله ولكنهم بكل تطوع يسبغون على الخرافات وعلى الذين يكسبون الحظوة
والمكانة في نفوسهم. فليس أجمل ولا أعدل من أن تصرف هذا المال لرفع الجهل
عن الجاهلين وتبديله بالعلم النافع لهم. إن من واجبك أنت أكثر من غيرك أن
تحاربي الجهل الذي يصطبغ به بعض نساء القرن العشرين في البلد الذي عشت فيه
شطرا كبيرا من حياتك فصرت من أهله.
تأوهت كاترين عند سماعها للجملة الأخيرة فهي تعرف أن القوانين
الحمقاء في الكويت تعتبر عيال الغوص هم أهل الكويت وأما الذين أتوا إليها
فيما بعد فأخرجوا أهلها من ظلمات التصحر إلى نور التحضر وبنوا الكويت
وعمروها وأقاموا فيها سرادق العلم والفضل، فهم أجانب تخرجهم وزارة الشؤون
الموبوءة متى ما انتهى عقد عملهم.
كأنهم أخذوا صكا من رب العالمين بأنهم يملكون أرض الله في
الكويت. إ نهم لا يعلمون أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، فعلى
الحكام أن يسجلوا مالكية الأراضي ويثبتوا أهلية أهلها وفقا لتشريع المالك
الحقيقي وهو الله سبحانه. كل قانون يخالف شريعة السماء فهو ضلال وظلم يجلب
غضب القوي العزيز ويستعجل عذابه.
إن ما يأتي به وزارة الشؤون هو في حد ذاته إخراج للناس من مأمنهم
ومن دارهم وهو من أشد الحرمات. إذا سلمنا لقوانين الجنسية والجوازات فهو
في حدود محاربة الفساد ومنع الظالمين من تصدير اللصوص والمجرمين إلى
البلاد، لا للاستئثار بالثروة ومنع الذين هم طبيعيا أهل البلد من التمتع
بما قدره الله لهم. هذا ما يحصل في الكويت وهو الذي سيعجل عليهم عذاب
الجبار إن شاء.
علوي: ما بك يا كاترين ولم تتأوهين؟
كاترين:
هل أنا من أهل هذا البلد يا علوي؟ ذر البنك ينهي عملي فسوف ترى كم يوما
أقدر أن أبقى بها بعد أن أمضيت شطرا كبيرا فيها وصرت من أهلها حسب قوانين
الطبيعة بل حسب القوانين الوضعية في الدول المتقدمة. نحن أخطأنا في اختيار
هذا البلد وأخطأنا في تقديم ما بوسعنا بكل إخلاص لتنمية الكويت وتقدمها.
علوي: إنني أخجل منك ومن كل الطيبين والطيبات الذين أخلصوا في خدمة هذا
البلد. إنني أخجل أن أذكر انتسابي إلى وطني الظالم أهله. أنت على حق ولكن
ما بيدي حيلة، فليس لي وطن آخر ألجأ إليه. إنني مضطر أن أبقى كويتيا،
ولكنني سوف أسعى لتثقيف بني وطني ولإخراجهم من جهل الغرور والأنانية و
إدخال الإيمان والتقوى من الله في قلوبهم وتعريفهم بما هو حقهم وبما هو حق
الغير عليهم. إنني أدعو في كل يوم لي ولهم ولكل الذين يعيشون في الكويت أن
يلهمنا الله الهداية من باب كرمه فنحن لا نطيق عدل الله. لعل ربي يمن علينا
بالعلم ولو أننا لا نستحقه.
ارتاحت كاترين من كلمات علوي ومن أن هناك في الكويت وبين
الكويتيين من يقدرون الحقوق العامة ومن يعتقدون بالظلم ولكن ما بيدهم من
حيلة، وقالت:
وأنا يا علوي سوف أدعو لنفسي ولك ولأهل الكويت بالهدى والرشاد.
علوي: شكرا لك يا كاترين.
يتبع: (العم محمود
التمار)