الصراع بين الإسلام و الكفر

الإسلام قانون موسع يشمل كثيرا من جوانب الحياة فيشرحها ويوضحها  ويبين الحل الطبيعي العادل لكل المسائل المتداخلة والمتعارضة فيأخذ كل ذي  حق حقه ويتمتع بحصته الطبيعية العادلة من الأرزاق. والإسلام كغيره من  التشريعات نظام يهتم بصيانة الأرواح والأموال والأعراض، وبمجازاة المعتدين  والجناة؛ لذلك فإن الكثيرين من ذوي المنافع يشهدون بشهادة الإسلام ولعلهم  يؤدون بعض الواجبات التي لا تكلفهم جهدا مضنيا. بالطبع، يستفيدون من  الحماية الإسلامية، فهم كمن يجند رهطا للدفاع عنه دون إنفاق. فصلاتهم  وشهادتهم لقلقة لسان أو عادة ورثوها من أسلافهم لكن #] دينهم دنانيرهم  وقبلتهم نساؤهم [. أين هؤلاء من الدين وأين هم من الإسلام؛ إلا أنهم يؤمنون  ببعض وطبعا يكفرون ببعض أو يكفرون بالأكثر. الإسلام، بالإضافة إلى العبادات  التقليدية فهو المعاملة وهو الأخلاق وهو التسامح وهو العلم وهو الخوف من الله وهو الأمانة وهو صدق الحديث وهو التواضع والتواد والرفق وهو السلم والصلح  ورعاية حقوق الآخرين. كل هذه الصفات الإسلامية الحميدة التي تمثل روح الإسلام  تجدها -مع الأسف- متجلية في الغرب أكثر من الدول الإسلامية.

بما أننا نتحدث عن الكويت؛ فها هم الغربيون غير المسلمين يسبقون المسلمين في الدفاع عن المظلوم. إذا كانت الحكومات الغربية ترعى مصالحها فإن الشعوب الغربية تهتم بمبادئها أكثر بكثير من اهتمامها بالمصالح التي تنفع الحاكمين أكثر من المحكومين. فتواجد القوات الغربية لحمايتنا ضد  الطغاة الذين لا يأتون حتى بالواجبات التقليدية ويتحدثون عن الإسلام أحيانا  ويظهرون اللادينية في حين آخر؛ هذا التواجد ليس صراعا بين الإسلام والكفر بل صراع بين الظالم وبين من يحمى المظلوم #] وينصفه من ظالمه ويقوده بخزامته حتى يورده منهل الحق وان كان كارها[. انك لو تدخل الكنائس الغربية فسوف تشاهد الخلوص والتقوى والتضرع إلى الله أعم وأشمل من بعض مساجدنا. وأنا إذ أفضل الكنائس على المنتزهات، إذا ما خرجت من مقامي في العطل -حينما  أتواجد في الغرب- أشعر بالراحة والطمأنينة عندما أنظر إلى المسيحيين وهم  ينجذبون لمقيم الصلاة ويتزفرون مع الأنغام الدينية أو يترنمون زفرا زفرا. طبعا أنا لا أعتقد بمن يصلي بهم فإنهم قلما يخافون الله بل طالما يقيمون  أسواقهم في بيوت الله كما هو الحال عندنا أيضا -مع بالغ الأسف-فهم يتمصلحون؛ لكن قوافل المصلين ينخون الركب ليقفوا أمام الله ويستغفروا من ذنوبهم.

إن أولاد هؤلاء المصلين هم الذين قدموا لحمايتنا فهم أكثر إسلاما من الذي أبقى اسم الإسلام مخلوعا عليه تبعا لولادته وترك كل المفاهيم الإسلامية  ورفض كل المناشدات الإسلامية ولم يتورع حتى عن قتل الأطفال والعجائز والسجناء؛ ويا ليته كان قتلا بل هو تنكيل وتمثيل. هذا المسلم! يحارب رسول  الإسلام الذي قال جاهرا:*]إياكم والمُثلة ولو بالكلب العقور[ و *]المسلم من  سلم المسلمون من لسانه ويده[. وقال لكم أيها المتآزرون مع الظالمين: *]من  أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم[.  أنتم لم تهتموا بأمورنا نحن المسلمين الذين آخيناكم وواسيناكم وأعناكم وأرسلنا أبناءنا لحمايتكم.  الكويت قدم خيرة أبنائه شهداء في سبيل التصدي للصهاينة وكلكم تذكرون ذلك  فنحن جاهدنا ودافعنا عنكم بأموالنا وبأنفسنا. هل هذا جزاؤنا؟. نعم: ]هل جزاء الإحسان إلا الإحسان[.

أفيقوا إخواني ولا تنخدعوا بمن يضلكم ]*فالمؤمن كيّس[. لا يغفلنّكم من جمع الأموال باسم الدفاع عن العرب وعن فلسطين وضيعها في طريق أهوائه  وأطماعه التوسعية. وهو في كل مرة تفرغ خزانته من المال يتحدث عن فلسطين،  فإذا وسع عليه حارب المسلمين وملأ حسابات الحزب وحسابات الأفراد. وكذلك زعماؤكم، انهم ليسوا أقل مالا ممن يحكموننا، لكن الذين يحكموننا ملئوا جيوبهم  ولم ينسوا شعوبهم؛ أما حكامكم تمتعوا بما جعتم به، فلا تكترثوا بادعاءاتهم، انهم يسفهونكم ورسول الله (ص) يقول:*]المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين[.