عرض الكتاب في الأسواق

عرض في الأسواق كتاب " كويتنا بعد خريف طويل " هذا الكتاب بصغر حجمه يفرش بساطا عريضا لبحث السياسة و الحياة العامة في شمال الخليج. التداول في منطق الكاتب سافر رفع عنه كل الأغطية و سلط عليه  الكشافات النيرة ليظهر المسائل الكويتية بحقيقتها للقارئ دون مواراة  أو مجاملة. لا يمكننا أن نصفه بالشمولية فالكمال لله وحده لكنه قلما  يمر على مهمة كويتية دون أن يفحصها و يحللها و يخرجها من قشرتها لتدل  بذاتها على ذاتها، بغض النظر عن مصالحه أو مصالح الآخرين في إظهاره  أو إخفائه . ثم ينتقل الكتاب في شقه الآخر إلى الحلول التي تجلت في  خيال كاتبه بعد أن أمررها على تجارب سياسية و إدارية لشخصه خلال ربع  قرن . هو بعد كل هذا لا يصر على صحة آرائه بل يضعها بكل إخلاص طوع  إرادة القراء ليستفيدوا منها إن شاءوا.

أكثر مواضيع الكتاب ثنائية من حيث التناول فالقضية الفلسطينية  يمر عليها باعتبارها مشكلة من مشاكل الكويتيين الذين يضيفون عددا غير  قليل من إخوانهم الفلسطينيين إضافة إلى أنها مشكلتهم الإسلامية و  العربية . ثم يكرر ذكرها في القسم الثاني من الكتاب مقترحا بعض  الحلول المشفوعة بالبينات و النذر. و مثلها الاحتلال ثم التحرير  فالصحافة في الكويت ثم الصحافة كما تجب فالديكتاتورية ثم الديمقراطية  فسلبيات الجماعة الحاكمة ثم إيجابيات آل الصباح . ثم يعقب القسم  الثاني و الأخير بأبحاث مفيدة حول النظام الإداري و السياسة الخارجية  والسياسة الاجتماعية، كل ذلك مسبوقا بكيفية التعامل مع السياسة والساسة تحت عنوان الحسبة السياسية . يختم هذا الكتاب بثلاثة مواضيع  تعتبر بمثابة الاستنتاج المطلوب من قراءة الكتاب على شكل وصايا يذكر  بها الكاتب بني وطنه بفطرتهم الإنسانية و عقائدهم الدينية و الاجتماعية  أملا في أن يغير سلوكهم العام ليتمشى مع متطلبات الكويت داخل الخليج و  داخل الكرة الأرضية في القرن العشرين. و الموضوع الثاني هو كلمة مع  أمريكا و الدول المتقدمة الغربية حيث يطمئن فيها شعبه بصورة غير  مباشرة أن الأخطاء التي حصلت ليست أخطاء كويتية بل هي أخطاء غربية  أيضا. فالغرب في حين أنها تشعر بضرورة صيانة أمن الخليج و استقراره،  تقدم على تصرفات تؤدي إلى الاضطرابات الخطيرة داخل الخليج و خارجه و  الموضوع الثالث و الأخير هو دعوة لاتحاد العلماء بدل اتحاد العمال إذ  أن العلماء يملكون العقول المدبرة لإدارة البلاد و لا يمكن مخادعتهم، لكن العمال يدارون من قبل أصحاب المصالح و يصطبغ تصرفاتهم بصبغة مصالح الوصوليين و ذوي النوايا الفردية و الأنانيين.

و الخلاصة فإن كتاب " كويتنا بعد خريف طويل " هو استعراض واسع  للقضايا الكويتية داخليا و خارجيا مع مراعاة الاختصار و الإجمال و هو  في صفحاته التي لا تزيد عن 200 مليء بالحكم و التحليلات السياسية و  الاجتماعية و الدينية و الإدارية، و قد أنشأه مؤلفه أحمد المُهري بكامله  و تحاشى فيه طبع أي مستند أو ذكر أي مقطع من أحاديث أو بيانات الآخرين  عدا جمل قصيرة يستند إليها أو يتبارك بها من الكتاب الكريم أو من  الأحاديث النبوية أو من نهج البلاغة و قلما يستدل بشعر أو جملة من  الآخرين و لذلك فليس للكتاب مصادر إلا الكاتب نفسه و ما يتفنن فيه من  الإشارات العقلية و يزينه من التعابير العربية المنمقة والجميلة.  و  يظهر من سياق الكتاب أن المؤلف يعيش في المنفى بعيدا عن وطنه الذي  يهواه و يصبو إليه و يتحاشى ذكره أو ذكر أهله بسوء بل يدافع عنه و  عنهم ما قدر عليه و يتمنى له و لهم ما يتمناه كل إنسان لأعز ما يملك و  أعز من يقرب إليه.