الأشهر الحرم

 

الكاتب: وليد
لا يستطيع الله ابدا حتى عندما يتكلم عن امور عظيمة مثل خلق السماء و الارض ان يخرج من بيئته المحلية التى ولد عليها
ويبدو انه نسى الكثير من الاشياء عن بقية خلقه الذين خلقهم
و تبدو لى هذه الاية تخرج لسانها لكل من يحاول الصاق صفة العالمية للله او القرآن
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
فاالله يخبرنا في دستوره المعجز الصالح لكل زمان ومكان انه قرر منذ البداية خلق 12 شهر منها اربعة حرم         يا سلام !!!
ثم يتبع هذا بالدين القيم الذى فيه اربعة شهور بلا قتال  و لايهمنى هنا تحريم القتال او غيره بل ما اود النظر اليه ما معنى ان هناك اشهر حرم منذ خلق السماوات و الارض اذا النظام القمرى هو افضل الانظمة التى تصلح للتأريخ ومعنى هذا ان كل شعوب الارض نسيت الاشهر الحرم و استخدام القمر
فالمصرى القديم كانت سنته 13 شهرا و مرتبطة بالزرع و القلع وهذا مفهوم نظرا لبيئته الزراعية و الله هنا يتكلم بنفس الطريقة بالاشهر الحرم التى هى في الاساس عادة بدوية مرتبطة ارتباطا شديدا بطبيعة الحياة في هذه المنطقة و لن نجد شعوبا ابدا على مدى التاريخ وجدت عندها هذه العادة فلماذا شرعها الله في لحظة خلقه الارض ان هذه الاية تقرر قانونا منذ البداية لا حاجة للبشرية بهاتتت. فما اهمية وجود شهر حرام عند آدم و اولاده مثلا؟
ولماذا لم يجعل الاشهر كلها حرام و يريح البشرية من القتال و العذاب؟
واذا كان القتال لضرورة ربانية فلماذا يحرمه في فترة معينة؟
واذا كانت الاشهر الحرام مشروعة لكل الانبياء بهذه الصفة القدسية فلماذا لم تتكلم عنها اي ديانة سابقة ولو حتى بمجرد ذكر؟
تساؤلات كثيرة و اكثر يمكنك ان تسألها
اجابة واحدة فقط مقنعة
ان الله لم يعرف من التاريخ سوى قبائل البدو
الله شديد المحلية حتى النخاع

 

كتب: أحمد المُهري

الإسلام هو دين الفطرة والطبيعة، والله تعالى هو ملك الطبيعة ومالك ما فيها. فالدين السماوي لا يعني شيئا غير تعليم البشر كيفية مسايرة النظام الحاكم في الكون سواء الظاهر الذي نلمسه محاطا بالأبعاد الثلاثة، أو ما لا نراه بإمكاناتنا. وذلك باعتبار أننا موجودات متحركة داخل الأرض وقد مُنحنا العقل والاختيار. والبشر بطبيعته بمعنى أنه جزء من الطبيعة فهو قادر على التماس ما يتلاءم مع المحيط الذي يعيش فيه ولكن بصعوبة يتخللها الكثير من الغرائز البشرية التي تحول دون توخي الحق والعدل والإنصاف من جهة كما تضيع الإنسان في خضم الشهوات فينسى ربه وخالقه سبحانه وتعالى.  ومن الطبيعي ألا يرسل الله رسولاً إلى قوم قبل أن يتعالى أفرادهم على الصفات الحيوانية ولو قليلاً. ثم إنه سبحانه يختار من البشر أفضلها لاستلام الرسالة كما يختار منهم أفضلهم لاستلام الوحي. وأول رسول برأيي هو نوح باعتبار أن قومه كانوا يؤمنون بالله ولكنهم يتخذون الأصنام وسائط بينهم وبين الله تعالى.
وباختصار فإنه سبحانه في آية الأشهر الحرم يريد بيان ما توصل إليه عرب الجاهلية من الدين الطبيعي المقبول والمرسوم عند الله تعالى. وبهذه الآية يوضح لنا سبب تفضيله العرب على الفرس مثلا في اصطفائهم للرسالة الختامية. ولقد سمعنا عن بني إسرائيل حينما أراد الله تعالى فرض العطلة الأسبوعية الطبيعية عليهم كم قاوموا. ولكن العرب من تلقاء أنفسهم توصلوا إلى تلك الحقيقة. وأما السر في عدد الأشهر فإن السنة الطبيعية عند الله لهذا الكوكب هي السنة الشمسية بدليل أنه تحدث عن أصحاب الكهف ومدة بقائهم فقال: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا. وهو الفرق بين السنين الهجرية والقمرية. وأما الأشهر فهي قمرية بالطبع ولذلك وضع الله تعالى قانونا توافقيا هو أن يختار الناس سنواتهم طبيعية ثم يتفقون على توزيعها على 12 شهرا أو يختارون أشهرهم طبيعية ثم يضربونها في 12 فيعتبرونها سنة كاملة. ونرى بأن عامة البشر اليوم يهتمون بالسنة وبالأشهر الإثني عشر وبالأسابيع. ولكل مجموعة زمنية منها مسائلها في حياتنا والتي لا تخفى عليكم. ولا عبرة بما فعله المصريون القدماء وهم في طريقهم إلى التطور لو صح ما استنتجه علماء الآثار من عاداتهم. هناك اليوم من يخالف سُنَّة الطبيعة ويعمل كامل أيام الأسبوع فلا عبرة بهم.
وأما السبب في تعيين ثلث السنة للراحة من القتال فلأن الناس يعملون في الحالات العادية حوالي 48 ساعة بالأسبوع أو 8 ساعات يوميا ويرتاحون حوالي أسبوعين على الأقل كل سنة فيصير مجموع ساعات عملهم في السنة 2400 ساعة. وأما المقاتلون فإنهم لا يرتاحون في العطلة الأسبوعية تبعا لطبيعة القتال فلو عملوا يوميا حوالي عشر ساعات باعتبار أن معدل الضياء الشمسي هو 12 ساعة باليوم فيكون عملهم في 8 أشهر هو 2400 ساعة أيضا وهو معادل لعمل العامل العادي. ثم إن القتال يضغط كثيرا على الأمم فيا حبذا لو يتفق الناس معاً أن يتوقفوا أشهرا عن القتال حتى يرتاح الناس ويعمهم سلام نسبي. هذا ما أراده الله تعالى لخلقه من البشر وهو يحتاج إلى شرح أكثر لا مجال له هنا.
وليس هناك قدسية للأشهر الحرم في القرآن الكريم ونحن لا نعرف عادات القدماء لأننا لم نكن حاضرين ولكننا نعرف بأن البشرية تطورت بدنيا وفكريا شيئا فشيئا. ولعل أول أمة انتبهت لهذه المسألة الطبيعية هم العرب البدو تبعا لطبيعتهم القتالية كما تفضلتم ولا ضير في ذلك. بالطبع أنني أخالف الذين اشتهروا بعلماء المسلمين وهم يدعون إلى التبعية للسلف الطيب. هذا يعني العودة إلى الوراء وهو أقبح ما قام به الذين أشهروا أنفسهم بالمتدينين وهو مخالف للتقدم والله تعالى يخالف طاعة الوالدين والسابقين في آيات كثيرة، ويعتبر طاعة الوالدين شركا لأنه يتعارض مع التطور الحضاري للبشر. لكنه سبحانه يأمر بالإحسان إليهما. وما ترونه في غير القرآن فهو من صنع البشر وكلما ينفرد به الناس فهو قلما يفيد الذين يأتون من بعدهم ولطالما كان مثارا للضحك والسخرية في الواقع.
واستفساركم عن السبب في عدم كل الشهور محرمة قتاليا فهو لا يتناسب مع طبيعة هذه النشأة التي أوجدها الله تعالى لاختبار الجن والإنس في مختلف كواكب الكون الوسيع وليست للجزاء والإكرام. إنه سبحانه كريم ويحب أن يكرم واهتمامُه بالإنسان باعتبار أنه الموجود القادر على التمتع بكل نعم الله تعالى ولكنه رب العالمين ولا يمكنه أن يُكرم أحدا دون أن يستحق ذلك. لهذا السبب أنشأ هذه الحياة بغية الاختبار ليميز الخبيث من الطيب. وأرجو التفريق بين إرادته التكوينية التي لا يمكن مخالفتها وبين إرادته التشريعية التي يمكن لنا وللجن مخالفتها ولكنه سبحانه اكتفى بإنذارنا بالعقاب والثواب ولم يفرض تشريعاته علينا. وما ترونه من جبر يفرضه الحكومات المعروفة بالإسلام على شعوبهم فهي أعمال مرفوضة في القرآن. ليس في القرآن أي عقاب دنيوي للمرتد ولا للملحد مثلكم واكتفى موسى بن عمران أن يقول للسامري الملحد: إذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس. وهو يعني أنه ترك السامري باعتبار أنه لم يقم بمس أحد بالأذى البدني إلا أنه خدع الناس وضللهم وليس عليه عقاب في الدنيا ولكن الله تعالى يتعامل معه بشكل آخر في الحياة الثانية.
كل الأحكام التعسفية التي ترونها شائعة بين المسلمين فهي من صنعهم وسوف يعاقب الله تعالى من أشاعها بين المسلمين. ليس في القرآن رجم لزنا المحصن وقانون الجلد مجرد قانون ليمنع من الزنا العلني وإلا فمن يقوم به أمام أعين أربعة شهود؟ ولا يجوز قتل أحد بالعقيدة فلا إكراه في الدين والذين يقولون بأن الخليفة المؤمن أبا بكر قاتل الناس على الردة فهم غير دقيقين. إنه قاتلهم على عدم دفع الضرائب أو الزكاة وليس على ارتدادهم. ولو قاتلهم على الارتداد لكان مخطئا يرى جزاءه أمام ربه وليس لعمله ولا لعمل أي مسلم حجة علينا. إن حجة الله علينا هو القرآن وحده وليس الكتب الدينية. حتى الرسول ليس حجة على الناس ولكنه قدوة وأسوة طيبة. وكلما ينسبونه إليه من القتل الجماعي والاغتيال فهو من أكاذيب الملوك الذين أظهروه بهذه الصورة البشعة لأن ملوك المسلمين كانوا يقومون بكل هذه الأعمال واختلقوا القصص على رسول الله ليبرروا ظلمهم.
ولقد درست حالته الزوجية من القرآن فرأيته غير مرتاح للزواج بأكثر من واحدة وكان يتمنى العودة على زواج الحب الذي أتى به مع خديجة. وهذا معنى قوله تعالى: لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا. إنه كان يتمتع بما حظي به بعض غير المسلمين من المسيحيين واليهود المتحضرين من الزواج الثنائي المليئ بالحب والعاطفة ولكن الله تعالى أمره أن يتزوج بأكثر من واحدة إرضاء للقبائل العربية وقد صرح به في القرآن بقوله: ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له. وهذا يعني أنه كان يشعر بالحرج لولا فريضة ربه. ولو ننظر إليه وقد وضع هذه الزوجات في غرف صغيرة داخل بيت واحد فأين الاستمتاع. لكن المؤرخين يكذبون في إظهاره رجلا شهوانيا. فأنصفوا الرجل ولا تظنوا به الظنون. وأرجو أن نفرق بين محمد في القرآن ومحمد في كتب الملوك والخلفاء المجرمين القتلة وسفاكي الدماء والعابثين بخلق الله تعالى. ليس من الوجدان ألا نفرق بين هارون الرشيد والمعز الفاطمي ومعاوية المجرمين وهاتكي الأعراض وسارقي بنات الناس من عقر ديارهم وبين محمد بن عبد الله وبعض صحابته المؤمنين.
أحمد المُهري

28 أكتوبر, 2007 09:29 م