البر والبحر والجو |
الكاتب : شاكوش تحية عطرة للزملاء،،
الأخ الملحد شاكوش أنت تعرف بأن القرآن نزل قبل أربعة عشر قرنا حيث لم يكن من الممكن التصريح بالأساطيل الجوية. ولكن الله سبحانه أشار فيه إلى هذه الحركة الجوية الكبيرة اليوم في سورة النحل: أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿79﴾. فهل الطيور الحيوانية مسخرة في جو السماء أم الطائرات مسخرة لكم؟
وفي الأسفار الفضائية، قال تعالى في سورة الرحمن: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطَانٍ ﴿33﴾ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿34﴾ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ ﴿35﴾. يحدد الله سبحانه بهذه الآيات الكريمة مقدار النفوذ الممكن للجن والإنس في أقطار السماوات والأرض وهو أن الجن والإنس يمكنهما النفوذ في هذه الأقطار و لكن بسلطان أولا والسلطان يعني القوة أو الآلة، ثم لن يستطيعا النفوذ من هذه الأقطار وهو يعني أنهم عاجزون عن الدخول في أعماق الكواكب بحيث يتمكنوا من خرقها لوجود شواظ من نار وكذلك النحاس وهو يعني اللهيب بلا دخان في أعماق هذه الكواكب. ونحن لسنا في صدد بيان الآيات طبعا ولكنك تعرف منها بأن الله تعالى يشير إلى صعود الإنس في السماء ووصولهم إلى الكواكب الخارجة عن الأرض. ولبيان حدود الطيران العلوي، يقول سبحانه في سورة الحجر: وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴿14﴾ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ﴿15﴾. وهو إشارة إلى إمكانية إرسال البشر في الطرق السماوية ولكنهم لو اتجهوا إلى السماوات العلا حيث الأبواب السماوية المحيطة بالكون فسوف لا يصلون إليها بل يستمرون في العروج إلى ما لا نهاية. ونحن نعرف بأن سرعة ابتعاد الكواكب عن بعضها البعض أكثر من السرعة التي يمكن للإنسان أن يتحملها فهو مضطر أن يصعد في الأجواء السماوية بسرعة أقل منها ولذلك سوف يظل عارجا دون الوصول إلى أبواب السماء. ويقول سبحانه في سورة الطور : أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿38﴾ وهو يشير إلى العروج في السماوات ايضا. وأما قولك بأن محمدا هو الذي كتب القرآن ونحن نعرف بأنه عاش في الحجاز العربية ويجهل القارة الأمريكية، ولا نعرف حسب رأيكم كيف أخبرنا عن تلك القارة في الآيات التالية من سورة النمل: أَمَّن جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴿61﴾ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿62﴾ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿63﴾. ونعرف علميا بأن القارة التي استقرت بين المحيطين الكبيرين كانت ملتصقة سابقا بأوروبا وأفريقيا وكان عرض المحيط الهادي السابق تسبب الحواصب التي لا تسمح للأرض بالاستقرار. ثم قدر الله تعالى أن تنفصل هذه القطعة الكبيرة من الأرض وتتوجه في عرض المحيط الكبير الوحيد سابقا حيث نراها الآن وهي تكوِّن عدة دول منها الولايات المتحدة. إن وقوع تلك القارة بين المحيطين هي التي تساعد الأرض على الاستقرار لأن الحواصب تقل في العرض المتدني للمحيط الكبير. وفي الآيات إشارة إلى الرواسي الأرضية وهي ما يعرف بـ Tectonic Plates.
والحركة البطيئة التي حصلت قبل 200 مليون سنة والتي لا زالت في تحرك أيضا سببت آنذاك في انشقاقات داخل القارة الأوروبية وتشكلت الكثير من الأنهار. فهل كان محمد يعلم ذلك يا أخ شاكوش؟ وقد ذكرتَ الآية الأخيرة، فيا ليتك قرأت آيتين قبلها وتدبرت فيها لعرفت دون أن تحتاج إلى تذكيري إياك. ثم إن الظلمات في القرآن تشير إلى الحواصب التي تتشكل فوق المحيطات متأثراًَ بالتفاضل الحراري بينها وبين البر، ولذلك سماها ظلمات البر والبحر.
وآية الإسراء في بداية السورة تدل على أن محمدا انتقل جوا من مكة إلى أورشليم ثم عاد في نفس الليلة إذ لم يكن ممكنا أن يسير أحد في الطرق البرية ويقطع تلك المسافة الطويلة في نصف ليلة. بالطبع ما يدعيه المفسرون من المعراج وما شابهه فهو مرفوض قرآنيا وهو ليس إلا قصة ملفقة اختلقها بنو أمية احتمالا. وقد كتبت بياناً لها وسوف أسعى لنشره قريباً في موقعي الفكري بإذن الله تعالى. ولقد ذكرت أخي الملحد الآية 70 من نفس سورة الإسراء وهي لا تعني الحمل في السيارة ولا السفينة. إننا في تحركنا البري والبحري محمولون على الأرض في الواقع التي تجذبنا وتمسك بنا ولكننا في الطائرات غير محمولين على الأرض ولكننا متأثرون بها فقط. والحمل المطلق في البر والبحر تعني الحركة في الجو باعتبار أننا في أسفارنا نكون محمولين جواً إما في الأجواء البرية أو في الأجواء البحرية.
ولك أن تعترض عليَّ بأن الله تعالى سمى انتقالنا في المراكب حملا منه سبحانه أيضا كما في الآية التالية من سورة الحاقة: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿11﴾ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿12﴾ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿13﴾ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴿14﴾ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴿15﴾ وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ﴿16﴾. والواقع أن الآية تشير إلى حملنا في الشمس وليس في سفينة نوح كما ذكره المفسرون الكرام الذين اعتمد عليهم إخواننا الملحدون. والجارية اسم من أسماء الشمس ولهذا الاسم اعتبار كوني أيضا، سنذكره فيما بعد بمشيئة الله تعالى. وقد أعقبها سبحانه بأننا نحتاج إلى أذن واعية لندرك معناها. فهي تشير إلى حركة خاصة في الإنفجار الكوني الأول وقد ذكر سبحانه بعدها حكاية الدمار الكوني الشامل المتوقع علميا فيما بعد، ليثبتها ويؤكدها لنا. وانشقاق السماء هي انشقاق القبة المحيطة بالكون المهيب وهي علامة الانتهاء من التدمير الشامل. إن القرآن يذكر الانفجار الكوني بشكل مغاير لما يتظننه علماء الفيزياء ولكنه سبحانه ذكرها قبل 1500 سنة من اليوم فهو ليس ابن البادية وهو ليس إنسانا بل هو رب الكائنات الذي يغاير كل الكائنات جل جلاله. أخوكم المؤمن أحمد المُهري
|