الكاتب:
وليد
لا نكاد يمر يوم يمر
الا و نسمع عن سبق القرآن
العلمي و اعجازه
الادبى و تفوقه الاقتصادى و تفرده العقلاني و تميزه الاخلاقي
و
غيرها من المسميات
التى يطلقها اصحابها وهم لا يدرون عن اي كتاب يتكلمون
لكل
هؤلاء اهديهم اية و
احدة لتضرب بكل ذلك عرض الحائط بل و تسقطه ارضا
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ
وَلَمْ تَكُن لَّهُ
صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
الأنعام 101
و سيسأل سائل و هو
يضحك كل هذا في تلك
الكلمات
دعونا نستعرض
:
علميا:
تنفي الآية اي نوع من
انواع
التكاثر الا التكاثر
الجنسى وكانه لا يمكن الا بوجود صاحبة لاحداث عملية الحمل
فالمخاض و الولادة
وكأن الفكر الالهى
العلمى لا يعلم انه يمكن التكاثر بلا
جنس
ادبيا
:
سقوط رهيب في استخدام
المعانى فما حاجة من يستطيع خلق كل شئ
الى صاحبة اليس هذا
تعارض واضح
كان يمكنه ان يخلق
صاحبة لو اراد ولو اراد هل كان
سينجب الولد
عقلانيا:
يتعارض مع ابسط
البديهيات في القرآن
نفسه
فنفس الله خلق ادم من
تراب بلا صاحبة
بل و نفس الله خلق
عيسى بغير "صاحب"
لمريم العذراء
ثم يأتى بنفس المنطق
الساذج لينكر ان يات الولد بغير
"صاحبة
"
اخلاقيا:
فالله هنا ذكر والا
لما كان المطلوب "صاحبة " بلفظ
المؤنث
وهنا نستفسر للمرة
المليون لماذا الاستعلاء في الذكورة على
الانوثة
لماذا الله دائما ذكر
ولم يبرز دور الانثى الا عندما احتاج لانجاب
الولد
وكأن الانثى حتى على
المستوى الالهى ما زالت للجنس و
الانجاب
يمكنك الان راءة الاية
مرة اخرى
وقل لي رايك في
الاعجاز
كتب أحمد المُهري
ذكرتم الآية 101 من سورة الأنعام وهي ترد على
الذين خرقوا لله بنات هم الملائكة وبنين وهو إشارة إلى المسيح. بالطبع
أن الله
تعالى لا ينفي بأنه خلق الناس والملائكة جميعا وهو يملكهم ويديرهم فله
ارتباط ربوبي
بهم وبكل الكائنات. ولكن الذي ينفيه هو الأبوة التي تعني علاقة عائلية
معروفة بيننا
وتدل على الضعف في الواقع. إن الرجل يشعر بالنقص حينما لا ينجب وهذا
الشعور أقل عند
المرأة. ذلك لأن المرأة على علم بأنها أكثر تطورا من الرجل لأنها تحمل
مصنع الإنسان
ومصنع الحليب والرجل يفقدهما. وقد أثبتت امرأة واحدة على الأقل قدرتها
على إنجاب
رجل بدون مساعدة الزوج ولكن لا يمكن للرجل ذلك. فالأبوة تدل على النقص
في الواقع
وعيب على رب السماوات والأرض. ولهذا السبب قال سبحانه في نهاية الآية
السابقة:
...
سبحانه وتعالى عما يصفون. فهو سبحانه لا ينفي التكاثر غير الجنسي كما
بدا للأخ
الملحد وليد مع الأسف، ولكنه سبحانه ينفي وصف الذين يجهلون الحقائق
للساحة القدسية
العلية.
وأما قول الملحد وليد بأن الله تعالى اعترف بخلق آدم من تراب دون
الحاجة إلى أب وأم فهو كلام غير بليغ برأيي. لو تقرأ قصة خلق آدم في
سورة السجدة
الآية 7 – 9 : الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل
نسله من سلالة
من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار
والأفئدة قليلا ما
تشكرون. هذه الآيات تدل على أن الله تعالى خلق الكائنات الحيوية الأولى
من الطين وفي
سورة الأنعام نفسه شرح آخر لكيفية خلق الكائنات الحيوية الأولى وهي من
النبات. وقد
تحدث عن أنه سبحانه في بداية الآية بأنه يُحسن وهي تعطي معني الأفضلية
فيما يخلقه. بمعنى أنه حينما يطور الموجودات فإن التالي خير من الأول
ونعرف اليوم كيفية ذلك
علميا بالنسبة للكائنات النباتية والحيوانية التي تعتمد على الخلايا
الجينية. ثم قال
سبحانه بأن هذا الخلق تطور بالتحسين حتى صار له نسل وتكاثر النسل عن
طريق السلالات
التي تنازلت من الحيوانات المنوية. هذا يعني بأن هناك بشر قبل آدم
وحواء وبأن آدم
وحواء انحدرا من سلالات بشرية في كيانهما الحيواني ولكنهم لم يكونوا
بشرا مثلنا من
حيث القدرة على السمع والبصر المميز وعلى التفكير. وبعد ذلك سواه.
والتسوية يشرحها
في سورة الشمس 7: ونفس وما سواها. فالتسوية معناه صناعة النفس أو منح
النفس
الإنسانية. ويشرح القصة في سورة أخرى هي الانفطار هكذا: الذي خلقك
فسواك فعدلك في
أي صورة ما شاء ركبك. فالخلق هو قبل التسوية ويعني ارتباط الحيمن
بالبويضة ثم تُصنع
النفس قبل التركيب الجيني الذي أشار الله إليها بقوله فعدلك في أي صورة
ما شاء
ركبك. والتركيب الجيني الأول يتم قبل عملية التصوير ثم يبدأ التصوير
لصناعة خلايا
مشابهة لبعضها البعض وبها يصنع الجسم البشري تحت رعاية النفس. ويشرح
العملية في
سورة أخرى وهي الزمر: 6 : خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل
لكم من
الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات
ثلاث، ذلكم
الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تُصرفون. ونحن نعرف بأن الخلايا
تبدأ بصناعة
ثلاثة أكياس بداية وتقوم كل مجموعة داخل هذه التي أسميتها أكياسا أو
أغشية ووجه
تسميتها بالظلمات هو باعتبار أنها وفي بدايتها دون طيف البصر العادي
وللتسمية أسباب
أخرى لا مجال لذكرها هنا وقد شرحتها في موقعي الفكري قبل عدة سنوات.
وليس في
القرآن آية واحدة تقول بأنه سبحانه خلق طينا كهيئة البشر ونفخ فيه كما
قاله سلفنا
رحمهم الله تعالى.
وأما استفسارك لماذا الاستعلاء في الذكورة على الأنوثة؟ فهذا
ما يبدو لك وليس الله تعالى ذكرا ولا أنثى وكذلك الملائكة. والسر في
تحامل القرآن
على الذين ينسبون الأنوثة للملائكة الكرام هو الجنسية وليست الأنوثة.
فلو كانوا
يقولون بأن الملائكة رجال لقال الله تعالى ضدهم مثل ما قاله ضد قولهم
بالأنثوية.
إنهم عباد الله وليسوا ذكرانا ولا إناثا. ولعلي في مناسبة أخرى أشرح
لكم موقع
الأنثى في القرآن. لكنك على حق إذا ما وضعت القرآن العظيم تحت مجهر
المفسرين الكرام
الذين كانوا يجهلون هذا الكتاب والذين أتوا من بعدهم لم يفكروا بل
قلدوا سلفهم
والله تعالى يأمر الناس بالتفكر والتدبر ولم يأمرهم باتباع المفتين
والعلماء ومن
مثلهم. ولعلي أنشر يوما ما رأيي في يوم القيامة فيرى الناس معنى الأنثى
في الآخرة
ولا يتغنى الرجال الجاهلون بأنهم سوف يتملكوا الحور العين في الجنة
إضافة إلى
نسائهم في الدنيا. إنهم باختصار يجهلون الحقائق الدنيوية فأنى لهم فهم
المفاهيم
الأخروية. هداهم الله وإياكم وإيانا جميعا.
أحمد المُهري