متى يُبعثون 

متى يبعثون؟ - الكاتب: brain_user2006

 

متى يبعثون؟



لزملاء الأعزاء

أرجو قراءة الآيات الثلاث التالية من سورة الصافات:

اقتباس

فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)


وبالطبع فإن الآيات تتحدث عن النبي يونس الذي ابتلعه الحوت ولولا أنه كان يسبّح الله لظل في بطن الحوت الى يوم يبعثون.

- فهل المقصود هنا أن يونس كان سيلبث في بطن الحوت الى يوم القيامة؟

- وهل كان الحوت سيظل حيا الى يوم القيامة؟

لقد حدثت تلك القصة منذ آلاف السنين ومن الطبيعي أن ذلك الحوت (لو كان حقيقة) لكان قد قد مات منذ قرون وأصبح الآن طعاما للأسماك (أو ربما بترول)، وفي وجهة نظري فإن هذه القصة تحتمل تفسيرين:

- إما أن الله (أو على الأصح الرسول) كان يظن أن يوم القيامة هو قريب للغاية بحيث يجيء قبل تحلل الحوت، ولكن قصة يونس حدثت قبل زمن الرسول بآلاف السنين.

- أو أن الله لم يعلم أن الجثث تتحلل وتتحول لعناصر أخرى ولايمكن أن تظل بحالها ولا أن يظل الطعام بداخلها.

- أو أن الآية هي -ببساطة- مجرد مبالغة من القرآن وبالتالي ينتفي عن القرآن صفة أنه (كتاب
فصّلت آياته)

فما هو التفسير الأقرب للصواب؟

أيضا...

لماذا يمتليء بقصص عن أشخاص فرّج الله كربهم بسبب دعائهم أو بسبب قربهم لله بينما هناك الكثيرين الآن يقضون وقتهم في الدعاء ليل نهار بينما حالهم يزداد سوءا بعد سوء؟

كل الحب لكم جميعا

 

الأخ الملحد brain_user2006

التفسير المختصر لآية يونس هو أن يونس لو لم يكن من المسبحين قبل أن يبتلعه الحوت ويموت من فوره بالطبع للبث في بطنه وليس في بطن الحوت إلى يوم يبعثون. وأنت عربية تعرفين بأن العرب لا يستعملون جمع المذكر السالم للحيوانات. ومعنى لبث في بطنه يعني لبقي غائبا ميتا إلى يوم القيامة. والسبب في عدم ذكر الله تعالى إشارة الموت الكاملة ليونس كما هو المعتاد هو أن يونس لم ينتقل إلى عالم البرزخ بعد موته الأول بأمر الله تعالى، فلو كان انتقل إلى ذلك العالم كما هو عليه كل الناس، لما كان ممكنا إعادته إلى عالمنا الذي نحن فيه. ذلك لأن العودة إلى الوراء غير مناسبة لشأن أي موجود حكيم يكره الرجعية فكيف بالله تعالى الذي بنى أساس كل خلقه الفيزيائي على التطور. ثم أعاد الله تعالى الحياة إلى يونس بطريقة نباتية. أي أنه طور خلية من خلايا اليقطين لتستضيف نفس يونس فتقوم نفسُ يونس بتحويل تلك الخلية إلى خلية حيوانية تناسب كيانها. وهذا ما سيُحصل لنا جميعا في البعث النهائي. والبعث يعني الإثارة فالله تعالى يثير نفوسنا لتتفعل وتخلق لنا البدن من الخلايا النباتية حتى لا نحتاج إلى الانتظار لحصول التطور الطبيعيى كما حصل لجينات والديْ آدم وحواء الذين انحدرا من حيوانات مشابهة لنا وليس من القرود كما تصوره المرحوم داروين ومن قبله العالم الفرنسي الذي نسيت اسمه الآن.

والله تعالى يعلم أن الأبدان تتحلل بعد الموت وأن الطعام يتحلل والماء يتحلل وقد ذكر ذلك مراراً في القرآن وهلا نقرأ هذه الآية معاً من سورة البقرة: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿259﴾. فطعام ذلك الذي أماته الله مائة عام دون أن يدخل عالم البرزخ بالطبع لم يبق طعاما سنة واحدة وهكذا شرابه بل تحولت. وأما حماره فقد تحولت في مدة أكثر من سنة. وأما العظام الذي ينشزها ثم يكسوه لحما فهي ليست العظام المعروفة بالبد بل هي عظام الخلايا حينما تبدأ بالتحول لغرض التصوير والتكاثر حيث تتناثر الجينات ثم تجتمع بصورة منظمة بعد تصوير مشابهاتها حول عصوين. تين العصوان تمثلان بروتينات متطورة كما تتطور بروتيناتنا العادية إلى عظام. فكان ذلك المؤمن الذي أراد الله تعالى أن يريه كيفية إعادة الخلق في الدنيا يرى كل هذه التطورات بنفسه لأن نفسه لم تكن جديدة تجهل كل شيء كما كانت في خلقه الأول بل كانت نفساً حكيمة طرأ عليها الموت النسبي. والعلم عند الله تعالى.

وأكون شاكرا منك أو من زملائك لو تسعون جادين لتجدوا آية واحدة في القرآن وهي تحتوي على أية مبالغة أو تجدون في القرآن أية آية تشجع المغالين. سوف تزيدونني علما بالقرآن آنذاك.

أخوكم المؤمن         أحمد المُهري