حوار مع محمد وقصص أخرى

 

حُوارُُ مع مُحَمد وقصص أخرى - الكاتب: كريزي أي


لتحميل الكتاب:
اضغط هنا

مقدمة المؤلف


خطياً للحدود الحمراء المفروضة على عقول المواطن العربي .. وبغرض توسيع الآفاق الفكرية من أجل اكتساب تلك العقول لبعض المرونة .. في سبيل كشف اللثام عن الكثير من القصورات المنطقية والبديهية المتواجدة بما نطلق عليه اسم الــ (( ديانات سماوية )) .. وبغرض رؤية أوسع لماهية الإنسان الكائن وماهية الكون المترامي الأطراف والشاسع للدرجة التي قد يتلاشى معها حجم الكرة الأرضية ككل بالنسبة للحجم المهول لهذا الكون والذي يفوق كل الخيال .. وللدرجة التي قد يتلاشى معها أيضاً ماهية الإنسان ككائن نسبةً لماهية هذا الكون الذي لم ندرك بعد جزء من مليار من مجراته ومجموعاته الشمسية بما تحويه من نجوم وكواكب ونيازك وكويكبات وأقمار وغيرها ..

وتلاشي ماهية الكينونة الإنسانية أو تعميمها متساويةً مع ماهية باقي الكائنات الحية .. هو عكس ما تقول به تلك الـ (( ديانات السماوية )) بمركزية الإنسان وخلقه المنفرد من قٍبل إله خالق .. وهو ما لا يقبله العقل المنظم المتسم بالقليل من الموضوعية الفكرية .. فما الإنسان إلا نتاجاً عن عملية تطورية معقدة .. أدت في النهاية لكائن حي ذو عقل ذكي مفكر راقي .. قاده عقله إلى الترفع بذاته وكينونته عن كل الأحياء من حوله !!

لكل ما سبق جاءت تلك المجموعة القصصية .. التي أطلقتً فيها عنان الخيال صاحباً القارئ في رحلات زمكانية .. تتخطى حدود الزمان والمكان وحتى الأفكار .. نحو رؤية جلية لبعض الحقائق التي تتناقض تماماً مع الأفكار الدينية الناشئة فقط من خضم فكر قاصر وفهم خاطئ للإنسان والكون والعلاقة بينهـما .. وبداية هذا الفكر الديني القاصر لم تكن فقط منذ 1400 عام عندما نادى محمد بديانة التوحيد ((الإسلام)) .. بل لعل بدايتها المؤثرة مع مناداة موسى منذ ما يقرب من الــ 3500 عام باليهودية كبداية لنشوء الفكر المنادي بالإتصال الإلهي البشري .. حين ادعى موسى نبوته من قبل إله سماوي مزعوم ..

في هذه المجموعة القصصية حاولتً النقد الإيجابي للأديان السماوية .. وإلقاء الضوء على بعض متناقضات تلك الأديان مع بعضها البعض .. رغم إدعاء وحدة منشأها من قبل إله واحد .. لاسيما وتناقضها في بعض الأحيان مع العقل والعلم والحقائق المثبتة على حدٍ سواء .. لعل ذلك يكون سبيلاً لإنارة بعض العقول التي فرض عليها الآباء والأجداد التقيد بأفكار دينية عقيمة ..

ولكي ننزع تلك القيود الفكرية المحجمة لحرية العقل وحياديته .. لابد أولاً من تقبل أصحاب تلك العقول أنفسهم للرأي الآخر .. وليس رفضه فور مناقضته لأفكارهم الدينية الموروثة .. بل وضعه موضع البحث والتفكير إثباتاً لصحته أو خطأه .. وهذا ما حاولتً تيسيره حين ذكرتً هذا الرأي الآخر المناقض تماماً لأي دين .. من خلال مجموعة قصصية شيقة .. أرجو أن تأتي ثمارها المرجوة .. حتى يتم الرقي بالفكر .. والترفع عن وهم الفكر الديني الخادع .. مواكبةً للتقدم العلمي الذي يجتاح كل العالم من حولنا .. والذي لن يمكن لنا أبداً أن نواكبه سوى بصحوة عقلية ويقظة فكرية ..

لن تتأتى أيٍ من تلك الصحوة العقلية أو اليقظة الفكرية سوى بوضع أساطير وأوهام الديانات الموروثة - والناتجة عن مفاهيم خاطئة – جانباً .. ثم إطلاق العنان للعقل البشري المتطور للبحث والفهم الموضوعي .. حتى نترك المجال لكي تشرق علينا شموس المستقبل بآفاقه المشرقة .. فتغرب عن عقولنا أوهام الماضي بكل ما تحمله من قيود قدسية واهية .. وما مجموعتي القصصية هذه إلا دعوة لتبديد الظلام .. وسبيلاً للتحرر العقلي !!

 

Crazy A
24 / 11 / 2006