ليس في القرآن برأيي آية واحدة منسوخة |
الكاتب: كامل النجار
الناسخ
والمنسوخ
كتب أحمد المُهري ليس في القرآن برأيي آية واحدة منسوخة. ولكن المفسرين الكرام الذين يتبعون سلفهم أكثر مما يتبعون عقلهم وفكرهم تقبلوا ادعاء النسخ لأن باطنهم غير مقتنع بصحة كل ما في القرآن الكريم احتمالا. ولعلهم رأوا في ذلك نجاة لهم من الاعتراضات العلمية. وإنني مؤمن بالقرآن الكريم لأني مؤمن بالله تعالى ولو كان الله سبحانه موجودا وقد أوقف بعث الرسل فيجب أن يكون له كتاب نعود إليه نحن البشر ونحن خلق مكرم بالعقل والفكر. وقد حاولت أن أجد في الكرة الأرضية كتابا غير القرآن يدعى بأنه كلمات الله تعالى فلم أعثر على غير هذا القرآن الموجود بين أيدينا. فلو كان هذا الكتاب عاجزا عن الإتيان بحديث قادر على إدارة أمور عباد الله لمدة 23 سنة فهو أعجز من أن يفيدني أنا الذي أتيت بعد 15 قرنا من نزول القرآن الكريم. ثم إنني لست ببغاء أقلد سلفي وأؤمن بأنني أكثر ذكاء وعلما ممن سبقنا من كبار العلماء الذين أحيطوا بهالات من القدسية والاحترام المبالغ فيه كثيرا. وهذا لا يعني أنني ألومهم أو أعتبرهم جاهلين لكنني أؤمن بأننا نحن الذين نكتب كلمة ثم ننشرها خلال لحظات في كل الكرة الأرضية، فنحن أكثر منهم علما وأوسع منهم اطلاعا لأنهم كانوا أعجز من أن يوصلوا حديثهم إلى أهليهم إلا بعد الكثير من العناء. وأنا لا أريد أن أدافع عن القرآن الكريم، إذ أن كتابا سماويا يحتاج لشخص عادي مثلي أن يدافع عنه لهو كتاب ضعيف لا يستحق الاهتمام. لكنني أدافع عنكم أنتم لأنكم بشر مثلي وأنا لا يمكنني أن أنسى اشتراكي معكم في الإنسانية. وإنني بنص القرآن أخ لكم لأن الله تعالى وصف أنبياءه الكرام إخوانا لقومهم الذين لم يكونوا مؤمنين به فقال: أخوهم هود وأخوهم نوح وأخوهم صالح. ولذلك فأنا لاأعتبر محمدبن عبدالله عليه السلام أكثر من أخ لي ولا أظن بأنه كان يفهم كل ما أنزل إليه بنص القرآن الكريم نفسه. وأما مسألة النسخ الوارد في الكتاب الكريم فهو لا يعني هذا الكتاب بل هو يعني نسخ بعض آيات التوراة الكريمة. ذلك لأن التوراة كتاب سماوي أنزله الذي أنزل القرآن فهناك اعتراض وارد على الذات القدسية جل جلاله حول نسخه لتلك الآيات التي هي آياته الكريمة. ولذلك ذكر الله تعالى ذلك بأنه أنسى الناس العمل بها وبدلها بما هو أحسن منها. والسبب الرئيسي باعتقادي هو أن البشرية بلغت قمة التطور الفكري في عهد الرسول بالنسبة لمن سبقهم تبعا لقانون التطور الذي يحكم كل شيء في عالم الفيزياء. ثم إنني أسعى ولعلي أتوفق لمطالعة كل اعتراضاتكم التي قد تكون أكثرها صحيحة فسوف أبذل الجهد لبيان ما أعرفه لكم لعلكم تهتدون لأنفسكم. واسمحوا لي أن أصارحكم وأصارح كل من يطلع على ما كتبته اليوم بأنني لست متعصبا لأي دين ولكني مسلم باعتبار علمي بكتاب الله تعالى وليس باعتبار انحداري من أسرة مسلمة. وإنني أعرف الكثير من أسرار القرآن الكريم ما عجز عن فهمه الذين نقرأ كتبهم التفسيرية اليوم وهم الذين كانوا أثرياء قادرين على استعمال الدواة والورق أو كانوا موظفي الحكومات. ذلك لأن الناس بصورة عادية لم يكونوا قادرين على كسب قوتهم فكيف بهم يكتبون هذه الكتب الضخمة التي أورثونا إياها؟ وأنا كإنسان أدعوكم ألا تتسرعوا بالحكم على كتاب عظيم يدعي بأنه كلام خالق السماوات والأرض قبل أن تشبعوه بحثا وتمحيصا. وأدعوكم أيضا بأن ترفعوا نظارة التشاؤم من عيونكم الباصرة لتتمكنوا من النظر إلى كتاب الله تعالى بوعي وبصيرة وتظننوا في أنفسكم الخطأ عدة مرات قبل أن تظنوا الخطأ في القرآن الكريم. ثم إنني أرجو أن تفرقوا بين القرآن الذي تمكن من أن يبقى صامدا كما كان عليه منذ نزوله وبين الكتب التي خطتها يد البشر وهي قد تكون مليئة بالأخطاء مما يصعب على الشخص العادي أن يتميز الصحيح من السقيم منها. إن لكم كامل الحق أن تشكوا في القرآن وأن تشكوا في الله تعالى وفي نبوة الأنبياء بالتبع. ولكن قولوا معي أليس جميلا أن تحتفظوا برزانتكم حينما تواجهوا كلاما غير معقول بنظركم فلعل علمكم لم يساعدكم على فهم ذلك الكلام وليس العيب في ما قيل. ذلك يفيدكم كثيرا يوم يتغير تفكيركم فتشعرون بأنكم لم تكونوا دقيقين في فهم مقولة السماء وقد قيل بأن أخينا محمد بن عبد الله قال كلاما حكيما هو: أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما. أعتذر من الإطالة في الكلام وأرجو أن أبعث إليكم المزيد وفاء لواجبي كإنسان تجاه إخواني وأخواتي الذين اختاروا لأنفسهم اسما لا أحبه وهو الملحدون! أحمد المُهري
|