فلسفة روبوت |
فلسفة روبوت - الكاتب: نيو
فلسفة روبوت اقتباس انا لا اعتقد بوجوب خلق الطاقه
من طاقه , لاننا هنا نتكلم عن قوانين مختلفه تماما عن القوانين الارضيه
التى نعرفها , ولطالما اوضحت ان عقل الانسان قاصر عن معرفة الكثير من
الامور قد لا نتوصل ابدا الى معرفتها او مجرد تخيلها , فاذا توصل الانسان
لكل الاجابات الغامضه التى يبحث عنها وتوصل الى الاجابه الواضحه والصريحه
عن كيفية الخلق وقتها فقط ساتخلى عن فكرة وجود الخالق , لكنى حتى الآن لم
اجد النظرية التى تثبت ان الكون خلق وحده دون وعى او كيان يخلقه !
كتب أحمد المُهري بسم الله الرحمن الرحيم أخي الملحد نيو لم تأت بدليل على أن وجود المخلوق الناقص أو الذي يحتاج إلى الطاقة يدل على أن خالقه ناقص وإلا منحه الطاقة بلا حساب. ثم إن خالقك في مثال الروبوت ليس خالقا صنع شيئا دون مساعدة. إنه بدل مادة موجودة بمادة أخرى بمساعدة الطاقات الطبيعية التي أوجدها الغير وفي الفضاء والمكان والهواء والزمان الذي لا يملكه. والمخلفات من توابع الحياة النباتية والروبوت لا يملك حياة نباتية لتكون له مخلفات، وهذا ليس عيبا على الصانع القديم جل جلاله. وأنت تعرف بأن العقل الذي لدينا تابع للكثير من النوازع النفسية مثل الحب والبغض والضحك والبكاء والنمو والخوف والشجاعة والاهتمام بالأقرب فالأقرب كالنفس والأقارب والأصدقاء ووو. كل هذا لا يمكن تصوره في العقل الصناعي. إنه يأخذ الأوامر بدقة من مخزوناته ويتفاعل معها ضمن جدول عددي لا يمكن تجاوزه. ولكننا نحن نتفاعل مع القضايا بشدة أو ضعف وهما يؤثران في المتغيرات الذهنية التي نتعامل معها. فطالما فكرنا في شيء تحت عامل العواطف ثم تغير رأينا حينما رأينا أن النتيجة تفيد قريبا لنا مثل الزوجة وتضر بنفسنا كثيرا. ثم إن العقول الإلكترونية تابعة لصانعيها، ألا ترى بأن العقول الإلكترونية المتطورة متفاوتة في التفاعل مع المعطيات لأن الذين صنعوها مختلفون في طرق المحاسبة. بالطبع نستثني من ذلك لغة الآلة نفسها التي لا تعرف غير التفاعل مع الأعداد ومفاتيح السلب والإيجاب. فهل يمكن أن نتصور عقلا إلكترونيا تبتكر طريقة جديدة للمحاسبة؟ فاسأل صانعيها لو كنت في شك من الجواب بالسلب. هذا النوع من التفاعل لن يتأتى في الأجسام المرئية إلا الإنسانية منها. أنا وأنت لا نعرف كيف يفكر الجن والملائكة لو قبلتَ مثلي بوجودهم. والوجود الإنساني المادي الفعلي محتاج إلى كل ما لديها فعلا من الأجهزة البدنية التي تنتهي عملية الهضم لديها بعزل الفضلات عن التغذية الخالصة المقدمة للدم. والدم هو العنصر الأصلي لحياة البشر. فالبشر محتاج لصناعة إنسان قبل أن يفكر في صناعة أحدِ عطاءات الإنسان مثل العقل. وتعرف بأن تنشط العقل لا يتم إلا بعد فترة من الولادة وبعد أن يتكامل صناعة الأجهزة الأخرى.
والتزاوج الذي تصورت رفعه في عملية التكاثر هو لأنك ابتعدت عن كون الإنسان موجودا تابعا للتطور النباتي. هو في حقيقة الأمر تطور مادي تم بعد عملية تطور الغازات إلى نجوم وانفصال قطع صغيرة منها لتتكون بها الأرض بطريقة شاذة عن نظام الكوزمولوجي. لكن هناك شيئا داخلا في صناعة النبات في الواقع وهو ليس تابعا للمادة ولا للنجوم بالطبع، وإلا لم يكن هناك نبات ثم لم يكن هناك إنسان أبدا. وأما مسألة التفكير في الخالق فهو محال لغير الإنسان من بين المواد المعروفة. حتى الأناسي الذين لا يملكون كروموزومات مشابهة تماما لما لدى الناس فإنهم عاجزون عن التفكر في ما وراء الطبيعة. مثال ذلك المصابون بمرض المنغوليا فهم لن يتجاوزوا عالم التحولات المادية المرئية. وأما تحاملك على نظام الغضب لدى الله تعالى فهو لأنك ظننت بأن غضب الجبار يعني تأثره بما يراه من العصيان لدى خلقه. فالله الذي يتحدث عنه القرآن الكريم (بالطبع أنه غير الله الموجود في كتب الحديث السنية والشيعية) لن يتأثر بشيء إطلاقا. وغضبه تعبير عن التفاعل المنطقي مع الذي لا يستحق الرحمة إذا ما نفدت كل أسباب الهدى. إنه رحمة ببقية الخلق وليس لإراحة الخالق جل جلاله. حتى الرحمة والحب المذكور بشأنه سبحانه فهما باعتبار آثارهما وليسا دليلا على التأثرات النفسية لدى العظيم الأزلي عز اسمه. والله تعالى يتحدث مع عبد ضعيف في طور سيناء وهو يدير الكون وينظر إلى كل ذراته وهو في نفس اللحظة يغضب مثلا على قوم آخر في مختلف أرجاء الكون فيرسل لهم الصواعق المحرقة. كل ذلك لأنه لا يتأثر بشيء فصفاته ليست مشابهة لصفاتنا نحن البشر. ولو لم يكن كذلك لانهارت الكائنات برمتها ثم احتاجت إلى بلايين السنين لإعادتها إلى الوجود الفعلي مثلا. وأرجو ألا تنزعج مني إن قلت لك بأني ضحكت حينما قرأت أنك تقارن بين روبوت يحمل عقلا إلكترونيا مبرمجا وبين إنسان ينتقل فعلا من الذين أوجداه -كما يرى- إلى المجتمع المحيط به ثم إلى البشرية وكل الأرض ثم إلى المجرة وإلى ارتباطات النجوم والمجرات ببعضها ثم إلى الانفجار الكوني ثم يحتمل الدمار الكوني ثم ينتقل بفكره إلى القوة التي تسيطر عليها جميعا وتمنع من الخروج من مداراتها وتنظم كل تحرك داخل كل أرجاء الكون وهو ربنا العظيم جل جلاله. ولا أخفي عنك أني لعنت الشيطان الرجيم الذي تمكن من أن يلعب في تفكير أخ مثلي في الإنسانية أو أكثر من ذلك ليحول فكرك الواسع ويبعثر إمكاناتك العقلية المتجلية لتقوم بهكذا اختلاط غير منطقي بين المسائل. وثق أني لا أريد أن ألومك بل أدعو بأن يهديك خالقك لتعود إلى رشد أنت أهل له. إنك أكثر تعقلا من هؤلاء الذين يعبدون الموتى ويعبدون بشرا مثلهم ويظنون بأنهم يحملون مفاتيح الجنة فيوزعون أراضي الجنة على أهليهم وعلى الذين يمدونهم بالمال والمتع. ثم أنت أكثر قيمة منهم في ميزان المعاني ولكن....
ولعل هذا البحث يفيدك وزملاءك ويرد على بعض الإشكالات التي توحي بها من خلال مقالتك. قال تعالى في سورة الأنعام: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿165﴾. و مفاد ذلك بأننا نملك قدرة يمكن أن نستعملها دون الرجوع إلى الله تعالى حتى نكون خلفاءه. وذكرت الآية أن السبب هو الاختبار. وحينما نستقرأ فإننا لا نرى قدرةً غير الإرادة التي نملكها دون بقية الحيوانات التي تشابهنا والتي منحتنا إمكانات كافية لعمل الكثير من التغييرات في نظام الكرة الأرضية والتي تخص البشر أيضا. لكن غالبية العلماء المعروفين بين مختلف أتباع الأديان السماوية الثلاث يقولون بأن الله تعالى كان يعلم قبل خلق الكون كلما سيفعله أي واحد منا بتفصيلاته. وهنا يحتار الذي يفكر مثل جنابكم في هذه الإرادة التي سماها زميلكم حرة أو ما نسميها نحن بالاختيار. ولعل كلانا نقصد بأن الإنسان في بعض أعماله يملك كامل الخيار أن يفعل ما يفعل أو لا يفعل أبدا أو يفعل ضد ما يقصد. ويقول العلماء وهم في الواقع قليلو العلم بأن الله تعالى كان يعلم علما أزلياً بأنك سوف تفعل أو لا تفعل أو تفعل شيئا غير ما قصدته مثلا. وكلهم يقرون بأن الله تعالى لو علم شيئا فكأنه أراد ذلك الشيء إذ لا يمكن تصوُّرُ عِلْمِ الله بدون أن يتحقق ذلك الشيء وهذا الكلام صحيح ويمكن الاستدلال عليه ولكن الكلام الأول غير بليغ في الواقع. لو صحت المقولتان فنحن فعلا ربوتات مسيرة لأن إرادة الله تعالى أقوى من إرادتنا وهي عينُ علمه فلا معنى لإرادتنا، ولا خيار لنا. ويلف الإخوة مقولتهم الخاطئة بمجموعة من الأحاديث المفتراة على رسول الله عليه السلام. ولكن ليس في القرآن ما يؤيد كلامهم إطلاقا. بل إن الله تعالى يكرر كثيرا أنه يريد أن يعلم ولِيعلم. ومنها ما يقوله سبحانه في سورة آل عمران: إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿140﴾ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴿141﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿142﴾. بالطبع أنه يعلم كل النوايا الموجودة في النفس ويعلم كل التحركات الطبيعية ويسوس بينها فيسمح للقاصد أن يفعل أو يمنعه أو يحول بينه وبين قصده. كل هذا لا يعني أنه تعالى يمكن أن يعلم كلما سنأتي به من قديم الزمان. وأما قوله تعالى في سورة الحديد: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿22﴾. فتعني الآية أن الله تعالى غير بعيد عن سبق القصد ولم يفقد هيمنته على أفعال خلقه حينما يسمح لهم بأن يفعلوا ما يشاؤون. ولولا ذلك لاضطربت إدارته لكل الحركات والتغيرات التي يقوم بها المختارون من خلقه. لكنها لا تعني بأنه كان يعلم ذلك من قبل حتى مئات السنين وليس من الأزل. وهذا الموضوع في غاية البساطة لو استعملنا عقولنا. كيف يمكن أن يقوم الله تعالى بعمل غير ممكن وكيف يمكن أن يفهم شيئا لا يمكن فهمه؟ فالله تعالى لا يمكن أن يجعل حاصل ضرب عدد صحيح في عدد صحيح آخر يساوي نصف أحدهما. والسبب أن ذلك غير ممكن كما أنه غير ممكن أن يخلق إلها آخر مثله. ذلك لأن ذلك الإله سيكون مخلوقا حينئذ. وهكذا كيف يمكن أن يعطي الله تعالى الحرية الكاملة لشخص ما أن يفعل الشيء وضده ثم يعلم أنه سيختار أيا منهما؟ هذا غير ممكن إلا إذا افترضنا سلب الاختيار الذي يصر الله سبحانه على وجوده. فهذا مرفوض قرآنيا ولا نزاع فيه والأحاديث هو عمل البشر ولا ارتباط له بالخالق العظيم جل جلاله. وأما وحيك بأن الكامل لا يمكن أن يرضى بأن يصدر منه غير الكامل أو غير الحسن الطيب فهذا أيضا صحيح ولكن الله تعالى أراد أن يخلق خلقا ضمن نظام الطبيعة التي أوجدها على خير ما يرام وترك فيها بعض المقومات التي تعين بعض الكائنات الطبيعة على خلق إنسان تحت رعايته وعينه ولكن دون تدخل سافر في التفاعلات الطبيعية. أراد بهذا العمل أن يخلق موجودات تحمل شيئا من الاستقلالية لتمر بمرحلة قصيرة من الاختبار لغرض خاص وهدف حكيم، لا نذكره حتى لا نخرج من الموضوع.
فالذي يباشر الخلق فعلا هو الطبيعة وتفاعلاتها تحت رعاية الله تعالى وليس الله بنفسه مباشرا للخلق ولو فعل ذلك لكان كل الخلق طيبا سليما مثل الخلق الأول. ولو فعل ذلك لما كان للتطور معنى ونحن نرى التطور ونلمسها والله تعالى يذكرها وعلى أساس التطور الخلقي طور تعليماته وتشريعاته أيضا. وقوله سبحانه بأنه خلق آدم بيده فهو إشارة إلى نفس آدم والتي خلقها الله تعالى بما يتناسب مع بدنه أيضاً ولأول مرة في هذا الكوكب. وأما تفكير البشر بأن خالقه خير الخالقين وتصورك لمنظومة متصاعدة فهو ليس دقيقا أخي الملحد. الطفل حينما يفتح عينيه يظن بأن أمه أو أباه هو أقوى موجود في الأرض وحينما يكبر قليلا يظن بأن رئيس القبيلة أو الملك هو أقوى موجود وأحسنها ولكنه حينما يفكر يتغير كل شيء في استنتاجاته رأسا على عقب. سيشعر بالنظام الطبيعي وبالمؤثرات المتعددة وبأن الملك وأبواه هما ضمن نظام متقن مليء بالمؤثرات. ويشعر فوق ذلك بنظام رفيع يحكم الكائنات. فالتطور الفكري لدى البشر ليس مشابها للتطور الفكري لدى الحيوانات الأخرى. هذا لو فكر البشر فعلا في سلسلة الأسباب بعقلانية وحرية. وأما ما يقوله الببغاوات مع احترامي لهم فهو ليس مقولة القرآن ولا ارتباط له بالإسلام الأصيل. ألا ترى نفسك تفكر في الانفجار الكوني وفي النجوم البعيدة وفي ما قبل التاريخ وتبرمج لعشرات السنين أحياناً. هذه الطفرة خارجة عن نظام التدرج في التصورات التي افترضتها. نحن بإمكاننا أن نصل إلى الحقائق ونصل إلى نوع من اليقين بصحة تفكيرنا وتعقلنا. فنحن لو فكرنا في الله تعالى سواء بالنفي أو بالإثبات فهو لا يشابه نظرة كل موجود إلى ما هو أكبر منه. وأين نحن وأين السماوات العلا التي نفكر فيها بكل شجاعة ونعين أبعادها وأعمارها.
أخا شيطان الملحد لعلك أعلم مني بكثير ولعلك أعلم من الذين علقت على كلامهم خلال الأسابيع الماضية أيضا. فأنا ما تمكنت أن أعرف قصدك. وانتبه أخا شيطان بأن الأخ وليد يمكن أن يحشرك في شخابيط لخابيطه. فمثلا تتحدث عن أن الوجود لا حدود له ولو كان له حدود فهو العدم، إذن سيحتوي العدم الوجود وهذا محال. وأنا ما عرفت قصدك من عدم حدود للوجود؟ هل تتحدث عن استحالة تحديده بتعريف مثلا أم تتحدث عن الموجودات لا عن الوجود أو عن المتصف بالوجود المحض؟ ثم ما قصدك من الوجود الذي لا حدود له فهل هو مفهوم الوجود بدون أية إضافة، آنذاك لا معنى للحديث عن الحدود فهو إضافة. أم تقصد الوجود بإضافة فكان لازما أن تذكر لنا الإضافة التي تقصدها. ثم ماذا تقصد بقوانين الكون وأنها قوانين الزمان والمكان؟ فقَلَّ من العلماء من يقدم بداية الزمان على الانفجار الكوني. وذلك الانفجار قد حصل داخل الكون وكان هناك مكان لوجود المادة التي انفجرت ولم يكن هناك زمان. حتى القرآن الكريم لا يقدم الزمان على الانفجار العظيم. وهكذا دواليك. إنك تعلم بعض المسائل ولعلك تحب أن تقلد سميك الشيطان فتوسوس في صدورنا ولا تستقر على رأي. وكيف توصلنا إلى التأكيد في ظل عدد لا نهائي من الاحتمالات؟ لا أتصور ذلك بل الصحيح باعتقادي أن العدد اللانهائي للاحتمالات محال عقلا ولكنه عدد كبير جدا لا يسعنا الوصول إلى نهايته. مثاله مثال العالم المحيط بنا فهل كلما ذهبنا سنرى الكواكب أم أنها تنتهي عند حد. والعقل يهدينا إلى نهاية للعالم ولكن كيف نصل إلى تلك النهاية. فوصولنا إليها بالبدن محال. إن الله تعالى ذكر عجز البشر أن يقصد مكانا إذا خرج إلى الفضاء بالطبع يقصد به مكانا خارجا عن نظامنا الشمسي. ولعل السبب أن السرعة التي يمكن للبدن أن تتحمله أقل من سرعة ابتعاد الكواكب عن بعضها البعض. وبالمناسبة فإن الغريب هنا أن المسلمين عامة يؤمنون بأن أخينا الكبير محمد بن عبد الله عليه السلام اجتاز هذه النجوم ببدنه في ليلة واحدة. بالطبع هناك القليل من المسلمين الذين يرفضون المعراج ويعتبرونه فرية أموية ومنهم الكاتب المسلم أنا.
لكني آخذ مسألة واحدة من مجموع المسائل التي تطرقت إليها بلا حساب أو هكذا بدا لي. إنه موضوع عدم إمكانية خلق الطاقة ثم عدم إمكانية خلق الطاقة إلا من طاقة. بالطبع ما عرفت قصدك أيضا، فهل تعتقد بأن خلق الطاقة محال وأن الطاقة الموجودة في الكون لا يزداد أبدا؟ لو كان كذلك فكيف تفسر التوسع الكوني الذي يحتاج الفضاء معه إلى مزيد من الطاقة لتملأ الفراغ وإلا لم يحصل التوسع أبدا؟ كما أن البالون لن يتوسع إلا بإضافة الهواء إليه. أم أنك تعتقد بأن الطاقة التي تملأ الكون مخلوقة على يد طاقة أخرى، وأنها في تكاثر مستمر؟ أتمنى أن أسمع عنك الجواب البسيط غير المعقد لأني إنسان بسيط وعاجز عن فك العقد المعقدة. فلو سمعت منك شيئا سيكون إن شئتَ باباً لنقاش جديد توصلنا إلى الحقائق بإذن الله تعالى الذي أعتقد أنا به طبعا بغض النظر عن رفضك إياه. فأنا أشعر بأني محتاج لإذنه سبحانه وتعالى.
وعلى العموم لاحظت أخي الملحد أنك تذكر الكثير من المسائل عن هذا العالِم وذالك دون أن تذكر رأيك الشخصي فتستقر عليه لتوحي إلى قارئك أنك على يقين من أمرك، بل تجعل الموضوع مليئا بالاحتمالات. لكن أخاك نيو أكثر منك جزما بالأمور. حتى شكوكه مدروسة ومنطقية باعتقادي. أحمد المُهري
|