شخبط شخابيط |
شخبط شخابيط للكاتب وليد
الأخ الملحد وليد 1. ليس في القرآن الكريم طلاسم ولا أمر بقراءة سورة ما أو آية ما للشفاء. إنه يأمر الناس بالقسط والعدل واحترام بعضهم البعض والسعي لمعرفة الحقيقة. وأنا أيضا أفكر مثلك بأن هذا سوق اخترعه الذين يعيشون على خداع إخوانهم وتضليلهم والضحك على ذقونهم. وكلمة الشفاء في القرآن بالنسبة للقرآن يعني شفاء النفس وليس شفاء البدن. القرآن يتحدث عن العسل بأن الله تعالى قدر فيه العسل وهذا لا يخالف العلم. فهناك فوائد كثيرة للعسل وهو ليس دعاء بل مادة محاطة بالأبعاد. 2. كل هذه التمتمات تنبئ عن أسواق أقامها الدجالون ولا ارتباط لها بكتاب السماء. بالطبع أن هناك طريقة خاصة لارتباط العبد بربه والطلب منه ومن شروطه الكتمان أي عدم إخبار أحد بما يريده من ربه. وقال سبحانه لمحمد في سورة الأعراف: وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ﴿205﴾. ويقول سبحانه قبلها: وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿204﴾. والقراءة ليس معناها التلاوة في اللغة العربية بل تعني التجميع وهو ضم المواضيع لبعضها البعض ليعرف الغرض والهدف. وقوله سبحانه لنبيه في بداية سورة العلق تعني نفس الشيء ويشير سبحانه في نفس المكان بأنه هو الذي خلق الإنسان من علق، باعتبار أن العلق تعبر عن ارتباط الخليتين الأحاديتين حيث يتم تجميع الكروموزومات النشطة بطريقة مغايرة للأب والأم حتى يُصنع إنسان جديد يكون عادة أكثر تطورا من والديه. فلا تدعونا هذه الآية الكريمة للاستماع إلى المجودين على أن القرآن لا يمنعنا من الاستماع إلى الأصوات الحسنة أيضا. ولا ضير أن يرتبط المرء بربه في قلبه ويطلب منه شيئا فهو قادر على تسهيل الطرق والتوفيق بين الأسباب دون شك، ولكن ليس ذلك عن طريق شخص ثالث يأخذ منك مالا أو مديحا وشكرا فهو ما لا يحبه الله تعالى دون شك. 3. من الغريب أن نعرف بأن زوجات رسول الله أو بعضهن كنَّ غير محجبات حتى أواخر عهد النبوة. قال تعالى في سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل ِلأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿59﴾. فلو كن محجبات لما أمر الله تعالى رسوله بأن يعرض عليهن الحجاب. وقال سبحانه بأن السبب هو أن يُعرفن بأنهن متزوجات أو من عوائل محترمة أو مما يعرف بالحرائر حتى لا يؤذين من قبل الفضوليين الذين يطلبون التمتع مع كل امرأة أعجبتهم. وهذا يعني أيضا بأن الله تعالى لم يأمر بتغطية الوجه لأن تغطية الوجه تمنع التعرف تماما. هذا النوع من التغطية السخيفة للمرأة التي تبعدها عن المجتمع غير مشروعة برأيي. كل ذلك من الغلو الذي يكرهه رب العالمين سبحانه وتعالى، ولكن أهل المدينة وقم والأزهر والنجف وأمثالهم هم أكثر إسلاما من نبي الإسلام. إنهم في الواقع يريدون السيطرة على المرأة باسم الحجاب. هداهم الله تعالى وإيانا. بالطبع أن الأخ وليد يكثر من المديح لغير المحجبات خارج بيوتنا العربية والإسلامية ولعله ما عاش في الغرب مثلا. نحن نعيش هنا ونعرف بأن المرأة سلعة تباع وتُشترى وهي وسيلة للدعاية. لو كان عدم الحجاب يعني الكشف عن غطاء الشعر فقط لكان مقبولا ولكنهن هنا يكثرن من الاهتمام بالإغراء وبالدعوة إلى الجنس مع الأسف. نسمع الكثير من المديح للملابس الجنسية المثيرة والتزيينات المحفزة للجنس وهم يتجاهرون بها في تلفزيونات الغرب. هذا شيء مشين وتحقير للمرأة يا أخ وليد. فلا الشرق ولا الغرب ولا العرب ولا غير العرب معتدلون في تعاملهم مع المرأة ويحتاجون جميعا إلى تغيير مناهجهم. أما مجتمعاتنا فهي مريضة بل ميتة وعلى المثقفين من أمثالكم أن يعالجوها ولكن بالقرآن الكريم وليس ضد القرآن. لو أردنا أن نصور مجتمع المسلمين أيام الرسول لكان أشبه بالمجتمعات الغربية وليس الإسلامية. لقد حرم الله تعالى الكثير مما يضر الناس ولكن لم يأمر المسلمين بالمنع منها. كان مجتمعهم خليطا من المحجبات وغيرهن وكان الخمر يُباع ولم يرد في القرآن حد لشاربه. كان المسلمون وغيرهم يدخلون المسجد الحرام. لقد حرم الله دخول مشركي مكة الذين لم يوفوا بعهودهم من دخول المسجد، والسبب واضح وهو أنهم كانوا يصرون على الطواف عراة حول الكعبة. وما نراه اليوم من منع لدخول الحرم فهو عمل محرم ولا يجوز للحكومة السعودية أن تقوم بها. ووو... 4. عذاب القبر هو مظهر من مظاهر الظلم وهو غير لائق للذات القدسية ولا يعترف به القرآن الكريم. لا يوجد أي عذاب من هذا النوع قبل يوم الحساب وصدور الحكم من الله تعالى. لكن ذلك لا يعني أن غير المؤمنين في أمان بعد الموت. هناك الكثير من الخوف والرهبة من الحوادث الطبيعية التي يراها الناس في حالتهم النفسية بعد الموت ولم يتعهد ربنا بأن يساعد غير المؤمنين حتى لا يخافوا، وهذا لا يعتبر عذابا فعليا كما يقولون. ولا وجود للنكير والمنكر وهو محض افتراء برأيي. 5. الصحابة الكرام أناس عاديون لهم دور خاص وسوف يتخذهم الله شواهد لتطبيق الآخرين عليهم. وهذا يعني أن الله تعالى سوف يلاحظ الذين سبقوهم والذين أتوا من بعدهم ليرى ردة فعلهم مع الوحي لو كان حاضرين حين نزوله مع الكثير من المغفرة كما هو مذكور في سورة مريم. هذا الدور لا يرفع من شأنهم ولا ينزل. إنهم مثلنا وليس لهم أي فضل علينا كما ليس لنا فضل عليهم. لو صح هذا النوع من الفضل لكان الله تعالى ظالماً والعياذ بالله تعالى. لكن المسلمين مثل غيرهم يغلون في البشر. مثالهم مثال المصريين الذين غلوا في جمال عبد الناصر أو الهنود في غاندي أو الصينيين في ماوتسي تونغ. وأنا أرى البريطانيين هنا يغلون في الملكة وكأنها ممثلة رب العالمين وهي امرأة عادية تأكل وتشرب وتنام وتُحْدث، كما تخطئ وتصيب. هذه الأعمال يا أخ وليد ليس من إملاءات القرآن الكريم ولم يوص بها الله تعالى، بل هي من أخطاء البشر وما أكثر الأخطاء لدى البشر. 6. تفسير القرآن: هذا القرآن هو تفسير لكتاب الله تعالى والكتاب يمثل المسائل الأولية التي أمر الله تعالى بها وهي كلها أوليات طبيعية معقولة وليس بها أي شواذ. وأرجو ألا نخلط بين كتاب الله والكتب التي كتبتها يد البشر. وليس هناك أمر باتباع أي تفسير ولكن المفسرين والمحدثين يدعون الكثير من التقديس لأنفسهم ولأحاديثهم وتفاسيرهم. هذا من دواعي السوق الديني ولا ارتباط له بأمر السماء. إن كل من يريد منفعة من الناس فإنه يسعى للدعاية والإعلان والتزييف والتزوير وإظهار السلعة أكثر من حقيقتها. بالطبع أن كلام الله تعالى لا يمكن أن يكون ببساطة الجرائد ولو كان كذلك لقلت بأنه كتاب بسيط. ولقد قمت بتجربة تفسيره دون الحاجة إلى كتب التفسير والتاريخ ونجحت إلى اليوم في تفسير ثلث القرآن الكريم دون الرجوع إلى مدونات السلف غير كتب اللغة في الواقع. ولا أعطي غير تفسير واحد للآية ولا أقوم بتقديم عدة احتمالات. وأربط كل آيات السورة ببعضها البعض ولا أقوم بتجزئة المواضيع ولا أنظر إلى أسباب النزول ولا أؤمن بها. لقد نجحت إلى اليوم وأتمنى أن يوفقني ربي لإكمال التفسير قبل أن تنتهي حياتي أو يضمحل بدني وعقلي. فلا داعي لإلقاء اللوم على كتاب الله تعالى من واقع كتب البشر وتجربتي تدل على أننا لا نحتاج إلى غيرنا في معرفة كلام الله تعالى. 7. معجزة القرآن. ليس عيبا أخي الملحد أن يكون القرآن جميلا براقا وبليغا. لكننا يصعب علينا اليوم أن ندراك بلاغة القرآن باعتبار أننا اختلطنا بمختلف المتحدثين بغير العربية. إنما كانت بلاغة القرآن آية متجلية يوم نزوله بين العرب الذين اعترفوا به وبإعجازه فعلا. نحن اليوم نكتفي بالنظر إلى خلو القرآن من التناقض، وأنا أعلنت وأعلن استعدادي للرد على كل من يدعي ذلك بإذن الله تعالى وبانتظار كشفكم للمتناقضات. وإليكم ما يُقال في المثل الكويتي: هذا الميدان يا حميدان. وما كنت أنتظر من محقق معتدل مثلك أن يقارن بين القرآن وبين الأهرام! والذي يؤسفني أن أسمع ذلك من عربي وأنا أقرأ لفرنسي مثل موريس بوكيه يقول بعكس ما تقول وهو أنه لا يمكن المقارنة بين الكتاب المقدس والقرآن ولكن يمكن المقارنة بين الكتاب المقدس وكتب الحديث. 8. الطب النبوي: إنهم نسوا أن يسموا النبي العربي الدكتور محمد!! فأين هو من الطب؟ وما ذنبه لو أن الأطباء نسبوا علاجهم إليه حتى يُقنعوا مرضاهم بقبول ما يصفون به؟ إنه عليه السلام كان مفسرا لكتاب الله ولم يكن يفهم كل القرآن بل كان يقول كما يقول غيره: آمنا به كل من عند ربنا. وكان يقول بوصية ربه: رب زدني علما. 9. وأما مفاتيحهم فأنا أقول معك: لخبط لخابيط، شخبط شخابيط. وأقول لأخي الملحد أيضا: لا تفتر على الله الكذب، فهو سبحانه لا يمكن أن يقول بمثل هذه الخزعبلات السفيهة. إنه سبحانه أمر بالتفكر والعمل والسعي ولم يأمر بقراءة الأوراد والأذكار وكتابة الطلاسم ولم يأمر بالتكرار في التلاوة بقصد حصول المعجزة. هذا من صنع البشر الكسلان والعربي السفيه من البشر يتبع هذه الكسالى والدجالين أصحاب التمائم. كل ما تراه من هذا النوع فهو بقصد الخروج على قوانين رب العالمين ولكن القرآن جاء لينورنا بمسايرة الطبيعة ويعلمنا كيف ندبر أمورنا وكيف نتوسع في فكرنا ليشمل الحياة الأخروية أيضاً وليس في القرآن أية دعوة إلى الخمول والتبعية. لقد أصبح العربي إمعة تحت رحمة الذي يقوده وليسوا من أتباع القرآن الكريم. حسبنا الله ونعم الوكيل. أحمد المُهري
|