من أنا؟

 

إسمي أحمد المُهري، وقد وُلدت وترعرعت في الكويت من أبوين كلاهما من أهل ذلك البلد وأنا الآن مغترب بفرض الزمان وأعيش مع زوجتي وأولادي في بريطانيا. قمت قبل خمسة وثلاثين عاما بمساعدة الثوار في إيران للقضاء على الملكية الفارسية واشتركت معهم في وضع أسس الثورة، حتى نجحت الثورة قبل عشرين عاما. ثم اغتنمت فرصة النجاح الباهر لإصلاح بلدي فقمت عام 1979  بالدعوة لإعادة فتح البرلمان في الكويت ولمشاركة المرأة في البرلمان مرشحة وناخبة ولإزالة الفوارق في الجنسية الكويتية ولتجنيس البدون الحقيقيين والمقيمين فترة طويلة بغية ازدياد المدافعين عن وطني الكويت، إلا أن السلطة مع الأسف هابت من إقدامي على هذه المطالبات العلنية وظنت بأنني أحاول جر الكويت لثورة على غرار الثورة في إيران. كانت السلطة خاطئة في تقييمها للندوات التي كنت أديرها في مسجد شعبان ولكن حصل ما حصل وقامت الحكومة بتهجيري قسرا إلى إيران.

 

 عشت الحرب العراقية الإيرانية في إيران وحاولت طيلة الحرب إقناع الرؤوس ولا سيما الرجل الأول بالسعي لإنهاء الحرب قبل أن تنفد موارد هم الاقتصادية ثم تفرض عليهم الصلح بعد أن كانت تعرض عليهم ولكنهم مع علمهم بإخلاصي ظنوا فيَّ الخطأ فاجتهدوا في تسعير ضرام الحرب حتى فرض عليهم الصلح.

 

وإبان الصلح قلت لهم بأن النكسة الاقتصادية مقبلة وبأن الريال الإيراني سوف يتدهور ليصل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف تدهورها الفعلي. لكنهم ضحكوا أيضا وما راعني إلا وأنا مهاجر إلى لندن وقد اتصل بي أحد أصدقائي في السلطة بعد أربع سنوات من انتهاء الحرب ليبلغني بأن سعر الريال قد بلغ ما قدرته قبل أربع سنوات.

 

لقد فضلت الابتعاد عن السلطة لعلي أنجو بنفسي وبأهلي الأقربين إن كنت عجزت عن إصلاح أمة بأسرها. أنا الآن أصرف أكثر وقتي لكسب العيش الحلال والشريف وليس لي إلا اليسير من الفرصة أود بأن أغتنمها في سبيل الله لإنذار الناس فأنا بطبيعتي أحب البشر دون تمييز وأحب المسلمين بصورة خاصة وأهل الكويت بصورة أخص. إنني لا أدير حزبا ولا أنوي كسب قدرة أو مال من وراء هذا الحوار إلا أنني أشعر بالواجب تجاه الآخرين لعلي أرضي ربي وأكفِّر عن سيئاتي.

 

ثم إنني أصرف الكثير من وقت استراحتي في التفكير في الكون وفي خالق الكون وقد اختليت بنفسي عدة مرات -وأنا منحدر من أسرة دينية- أفكر في إمكانية تصور الكون بلا خالق فعجزت وآمنت بوجوده أكثر مما مضى وشككت مرة في القرآن وطلبت من ربي أن يريني الحق فأراني وأيقنت بأن ليس في الكرة الأرضية اليوم كتاب يدعي بأنه منزل من الله غير القرآن. الكتاب المقدس لا يدعي بأنه كلام الله، إلا أن كُتَّابَه يدَّعون بأن الله قد أوحى إليهم لكن محمدا لما يقل بأنه كتب جملة في القرآن بل قال بأنه منزل بكلماته وآياته وسوره وحتى بترتيبه الذي بين يدينا اليوم ويقول الله في القرآن {إن علينا جمعه وقرآنه} فالقرآن جُمع بواسطة مُنَزِّله بنفسه.

 

هذا كل ما يحتاجه القارئ ليعرف عني وأنا لا أبخل على من يريد أن يعرف عني أكثر من ذلك، بل أرحب باستفساراتكم وأسئلتكم ولو كانت للتعرف علي شخصيا.